سلسلة نزع القشور ورمي البذور خطوة إلى القبور

في هذه السلسة أخي الكريم سوف تجد نفسك أمام موسوعة علمية في علم النبات ولكنها خارجة عن المألوف فكل الكتب المؤلفة تتحدث عن النباتات ولكنها تهمل ذكر مكونات نباتية يهملها الناس ولا يلتفتون لها بل تلك المواد مكانها النفايات فهل يكن أن تكون تلك النفايات هي عبارة عن كنز من الكنوز الصحية والناس غافلون عنها

وطرحي لهذه السلسلة الهامة والشيقة يعود بي إلى مرحلة الطفولة المبكرة أيام كنت أزعج والدتي الغالية حفظها الله بكثرة تساؤلاتي لماذا نأكل الموز ولا نأكل قشرة الموز ولماذا تقشر البرتقال ولماذا نرمي قشرة الرمان ولماذا خلق الله القشور على هذه الفاكهة  وكنت دائم التساؤل لوالدتي كلما حضر نوع من الفاكهة أو الخضار وكانت تجيبني بكل صدر رحب بأن الله خلق هذه القشور على هذه الفاكهة لكي يحميها من الثلوث والحشرات لتبقى نظيفة حين يريد الإنسان تناولها وظلت هذه التساؤلات تكبر معي كلما كبرت في العلم حتى منّ الله علي بالوصول إلى أجوبة الكثير من تساؤلاتي التي كنت أزعج بها والدتي أيام طفولتي.

وقد كان الناس يتعجبون مني عندما كنت أقضم قشور الفاكهة حين تقدم إلي بل في مرةمن المرات قدم إلي تفاحة في ضيافة أحد الأقارب فعجب عندما لم يجد في الصحن الذي كان مقابلي لرمي بقايا الفاكهة لم يجد أي بقايا لقشور أولب أو بذور أو حتى العود الذي على رأس التفاحة فقال لي بالهجة العامية السورية وهو مستغربا من فعلي (شلون أكلت عنقوزة التفاحة شو صاير معزاية)فأجبته وبكل بساطة لم يخلق الله هذه الأمور مع التفاحة لكي نرميها لابد وأن فيها فائدة ما وتابعت المجلس بأكل حبة اليوسف أفندي بقشرتها أيضا ولكن كان الأمر عنادا به تحملت مرارة القشرة ولم أعبأ بكلامه ولا بسخرياته برغم أنه حول المجلس كله للضحك علي وعلى فعلي هذا

وظلت تلك القشور التي نرميها تشغل بالي لابد لها من فائدة ما أودعها الله في تلك القشور ليست فقط لتحافظ على نظافة الثمرة وتحميها لابد من سر ما أودعه الله في تلك القشور والا ما كانت حوت على مواد قيمة كزيوت عطرية ومواد صبعية ومركبات كيميائية تميز كل قشرة ثمرة عن غيرها وهكذا كبرت ولله الحمد وأنا أنظر للكائنات من حولي بهذه العقلية وكبر العلم معي ليكشف لي من عجيب صنع الله في هذه المخلوقات

ولكم يا إخواني أن تتأملوا في عظيم صنع الله إذا علمتم أنه بعد أن ترعرعت في هذا العلم ومنّ الله علي بأن صار يشار إلي بالبنان بما تعلمت لكم أن تعجبوا أن هذا الشخص الذي كان يهزأ بي أيام كنت صغيرا أصيب بمرض حار منه الأطباء وكان دواؤه عندي لما راجعني في عيادتي أن يعمل حمية لمدة 15 يوما على قشور البطيخ الأحمر مع عناقيز التفاح وعناقيز الكرز وقشر الذرة الصفراء مع شباشيلها وقشر الجريب فروت يصنع منه مشروبا يداوم عليه بالإضافة لأكل العنب مع قضم بذوره أيضا وبشكل جيد مع مايأكله من طعام يحدد له ضمن قائمة العلاج عندما قلت له ماهو العلاج لم أتمالك نفسي من كثرة الضحك لأني قلت له لن تشفى من مرضك حتى تأكل كما تأكل (المعزاية)فظن في البداية أني أهزأ به وأتهكم إنتقاما لما صدر منه في أيام زمان قال لي بالعامية السورية(يستر عرضك مو وقت المزح هلأ يا لطيف شو ألبك أسود لساتك حامل علي من هداك المجلس لهلأ) فقلت له لا والله هذا هو العلاج وليس لك غيره المهم طبق الرجل العلاج على مضض وجائني بعد إنتهاء المدة ليقبل رأسي لما شاهده من نتيجة مبهرة في العلاج

فيا سبحان مغير الأحوال من حال إلى حال ومقلب الأمور كيفما يشاء وفي هذه السلسلة أيها القارئ الكريم سوف أحدثك عن سر من أسرار تلك الأسئلة التي كانت تراودني في طفولتي وكانت تستمع إليها بكل صدر رحب أمي حبيبتي

والحمد لله وبالله التوفيق

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى تعطيل حاجب الإعلانات ثم تحديث الصفحة لعرض محتوياتها