سلسلة سلة شروش خير من سلة قروش

أيها القارئ الكريم إن الإنسان دائما ما يشعر بالحنين للماضي والذكريات سواءا كانت المؤلمة جدا أو المفرحة جدا لا يمكن نسيانها لأنها تحفر في أعماقنا بصمة فإذا كانت الذكرى مؤلمة نتذكرها كي لا نكرر الشيء ذاته فهي تصير كمرشد لنا نحو الصواب وتعدل من أساليبنا نحو الحياة فالذكرى المؤلمة يتعلم منها الشخص وتقويه ولا تضعفه ولكنه لا يريد الرجوع إليها حتى لا يتألم من جديد

إما بالنسبة للذكريات المفرحة فتذكرها هو بمثابة تعزيز وتشجيع للتقدم نحو الهدف الصحيح ومتابعة الخطى ونتمنى  الرجوع إليها وأن تستمر معنا ولا تتغير بل حتى نطمع في أن ننال نتها المزيد . 

ومن أكثر الذكريات السعيدة التي قد حفرت في عقل كل انسان هي طفولته مع والدته الحبيبة التي حفرت في عقله من  الذكريات الجميلة أجملها وأعذبها ومازالت هذه الذكريات نبراسا للكل يضيئ  الطريق في حياة كل فرد ملئت حياته من حنان أمه الذي يرشد المرء ويحثه على الاستمرار والتقدم والتعلم  وأنا لازلت أذكر من هذه الذكريات المحفورة في قلبي قبل عقلي الشيء الكثير ومنها ذلك اليوم الجميل الذي كانت والدتي فيه تعد كوبا من الزنجبيل في يوم من أيام الشتاء الباردة وكانت تحتسي هذا الشراب وتأمرني بشربه فأشعر بحرارته وكأنها عقوبة لي تعاقبني إياها أمي الغالية بشربي له فأرفض شربه ولكنها تصر علي وتجبرني على شربه وتبرر لي فعلها هذا بجملتين من الجمل المفيدة فتقول لي بالعامية الشامية اشرب يا بني اشرب (سلة شروش خير من سلة قروش)وتمضي في إجباري على شرب ذلك المشروب الحار المحضر من جذور الزنجبيل لتقيني من أمراض الشتاء وتدفئ داخي بمشربها الجميل الذي كانت تحليه بالعسل وظلت هذه الجملة (سلة شروش خير من سلة قروش) تطن في أذني بصوت والدتي الحنون كلما رأيت جذور أي نبات أو بحثت في اي معلومة عنه حتى علمت قيمة هذه الجذور التي هي أثمن من مال الدنيا كلها ولكن لمن عقلها

فخرجت هذه السلسة الجميلة التي سوف أحدثكم عنها والتي تتكلم عن النباتات الجذرية والفوائد الصحية والغذائية لجذور النباتات هذه الجذورالتي نطلق عليها في عاميتنا الشامية (الشروش) فأسمي هذه السلسة مستعينا بالله تعالى

قالت لي أمي يوما: (سلة شروش خير من سلة قروش)

والله المستعان وعليه التكلان