ﺷﺮﺡ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺪﻭﺍﺋﻴﺔ ﻭﺩﺭﺟﺔ ﻗﻮﺍﻫﺎ

أﻋﻠﻢ ﺭﺣﻤﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻣﻘﺼﻮﺩ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪﻫﻢ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ أﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮﺍﺀ ﻓﻲ ﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺟﺴﺎﻡ ﻓﻬﻲ ﻣﺘﻔﺎﻭﺗﻪ ﻓﻲ ﻗﻮﺍﻫﺎ ﻭﺩﺭﺟﺔ تأﺛﻴﺮﻫﺎ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻗﺴﻤﻮﻫﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺃﺭﺑﻊ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﻻﺣﻈﻮﻩ ﻣﻦ ﻗﻮﺗﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ:

1. ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍلأﻭلى  : أﻱ أﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﻭﺍﻟﻨﺒﺎﺕ ﻗﻮﺗﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍلأﻭلى ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻻﺗﺆﺛﺮ ﻋلى  ﺑﺪﻥ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻧﺒﺾ ﺍﻟﻘﻠﺐ أﻭ ﺗﻨﺒﻴﻪ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﻌﺼﺒﻲ ﻭﻗﺪ ﺗﺪﺭ ﺍﻟﺒﻮﻝ ﻭﺍﻟﻌﺮﻕ ﺷﻴﺌﺎ ﻳﺴﻴﺮﺍ ﻭﻣﺜﻠﻬﺎ ﺷﺒﺎﺷﻴﻞ ﺍﻟﺬﺭﺓ ﻭﺍﻟﺸﻌﻴﺮ
2. ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ : أﻱ أﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺒﺎﺕ ﻗﻮﺗﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﻗﺪ ﺗﺆﺛﺮ ﻋلى  ﺟﺴﻢ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻛﺰﻳﺎﺩﺓ ﻧﺒﺾ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺗﺎﺛﻴﺮﺍ ﻣﺤﺴﻮﺳﺎ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﻳﺒﻘﻲ ﺑﺤﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﻻﻳﺨﺮﺝ ﻋﻦ ﻣﺠﺮﺍﻩ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻭﻣﺜﻠﻬﺎ ﺍﻟﺰﻧﺠﺒﻴﻞ ﻭﺍﻟﺨﻮﻟﻨﺠﺎﻥ.
3. ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ : أﻱ أﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺒﺎﺕ ﻗﻮﺗﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺗﺨﺮﺝ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﻋﻦ ﻣﺠﺮﺍﻩ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺷﺪﺓ ﺿﺮﺑﺎﻥ ﺍﻟﻘﻠﺐ أﻭ ﺍﻟﺘﻨﻔﺲ أﻭ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﻭﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺏ ﻭﻻﻳﺼﻞ ﻓﻲ ﺍلأﻏﻠﺐ ﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍلإﻏﻤﺎﺀ ﻭﻣﺜﻠﻬﺎ ﻧﺒﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﺠﻴﺘﺎﻝ.
4. ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ : أﻱ أﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺒﺎﺕ ﻗﻮﺗﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ أﺷﺪ ﺍﻟﺪﺭﺟﺎﺕ ﻭ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﺼﺎﺏ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﺑﺨﺪﺭ ﺑﺎلأﻃﺮﺍﻑ ﻭﺍﻟﻌﺮﻕ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺗﺼﻞ ﻟﻠﻮﻓﺎﺓ ﻭﻣﺜﻠﻬﺎ ﺍﻟﺴﻤﻮﻡ ﺑأنوﺍﻋﻬﺎ.

ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎﺀ ﻳﻔﻴﺪ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﺞ ﺑﻴﺘﻘﻴﻴﻢ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﻭﺍﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﺠﺮﻋﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻭأيضا ﺑﻤﻌﺮﻓﺔ ﺑﺪﻳﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ إﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻓﺮ ﻓﻤﺜﻼ ﻋﻨﺪﻱ ﻧﺒﺎﺕ ﻟﻌﻼﺝ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﻬﻀﻤﻲ ﻭﻫﻮ ﻳﺎﺑﺲ ﻓﻲ ﻃﺒﻴﻌﺘﻪ ﻭﺑﻠﻐﺖ ﻗﻮﺓ ﻳﺒﻮﺳﺘﻪ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻬﻮ ﺫﻭ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﻭﻻﺳﺘﺒﺪﺍﻟﻪ ﻋلي ﻭﺿﻊ ﺩﻭﺍﺀ ﻣﺜﻴﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻟﻄﺒﻊ

ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻳﻔﻴﺪﻧﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﻓﻲ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﻗﻮﻯ ﺍلأﺩﻭﻳﺔ ﻓﺈﺫﺍ ﻋﺮﻓﺖ ﻗﻮﺓ أﻱ ﻧﺒﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻭﺍﺣﺘﺎﺝ ﺍلى  ﺗﻌﺪﻳﻞ ﻗﻮﺗﻪ ﻓﻌﻨﺪﻫﺎ ﻣﺎ ﻋﻠﻲ إﻻ أﻥ أﺿﻴﻒ ﻣﻌﻪ ﻧﺒﺎﺕ ﻳﻔﻴﺪ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﻬﻀﻤﻲ ﻭﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻫﻮ ﺭﻃﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍلأﻭلى أو ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻟﺘﺘﻌﺎﺩﻝ ﺍﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻴﺒﻮﺳﺔ ﻓﻼ ﺗﻮﺛﺮ ﻋلى  ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻓﻬﻮ ﻣﻬﻢ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻋلى ﻣﻤﺘﻬﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻬﻨﺔ

ﻓﺎﻓﻬﻢ ﻭﺗﺒﺼﺮ ﻳﺎ ﺭﻋﺎﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ