الفوائد والإستنباطات العلا من حديث إسقه عسلا
سلسلة الرد الشافي على الليبراليين والعلمانيين ومن نحا نحوهم من الملحدين
الفوائد والإستنباطات العلا من حديث إسقه عسلا:
روى الإمام البخاري في صحيحه قال حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن قتادة عن أبي المتوكل عن أبي سعيد قال (
((جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن أخي استطلق بطنه فقال اسقه عسلا فسقاه فقال إني سقيته فلم يزده إلا استطلاقا فقال صدق الله وكذب بطن أخيك
تابعه النضر عن شعبة
وفي الصحيحين: من حديث أبى المتوكِّل، عن أبى سعيد الخُدْرِىِّ، أنَّ رجلاً أتى النبىَّ صلى الله عليه وسلم، فقال: إنَّ أخى يشتكى بطنَه وفى رواية: استطلقَ بطنُهُ فقال: ( اسْقِهِ عسلاً )، فذهب ثم رجع، فقال: قد سقيتُه، فلم يُغنِ عنه شيئاً وفى لفْظ: فلَم يزِدْه إلا اسْتِطْلاقاً، مرتين أو ثلاثاً كل ذلك يقولُ له: ( اسْقِه عَسَلاً ). فقال لهُ فى الثالثةِ أو الرابعةِ: ( صَدَقَ اللهُ، وكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ ).
– وفى صحيح مسلم في لفظ له: ( إنَّ أخي عَرِبَ بطنُه )، أي فسد هضمُه، واعتلَّتْ مَعِدَتُه، والاسم: ( العَرَب ) بفتح الراء، و ( الذَّرَب ) أيضاً.
وفى سنن ابن ماجه مرفوعاً من حديث أبى هريرة: ( مَنْ لَعِقَ العَسَل ثَلاثَ غدَوَاتٍ كُلَّ شَهْرٍ، لَمْ يُصِبْه عَظِيمٌ مِنَ البَلاءِ )، وفى أثر آخر: ( علَيْكُم بالشِّفَاءَيْنِ: العَسَلِ والقُرآن )، فجمع بين الطب البَشَرى والإلهي، وبين طب الأبدان، وطب الأرواح، وبين الدواء الأرضي والدواء السمائى.
قال الحافظ في الفتح :
قَوْله : ( اُسْتُطْلِقَ بَطْنه )
بِضَمِّ الْمُثَنَّاة وَسُكُون الطَّاء الْمُهْمَلَة وَكَسْر اللَّام بَعْدهَا قَاف , أَيْ كَثُرَ خُرُوج مَا فِيهِ , يُرِيد الْإِسْهَال . وَوَقَعَ فِي رِوَايَة سَعِيد بْن أَبِي عَرُوبَة فِي رَابِع بَاب مِنْ كِتَاب الطِّبّ ” هَذَا اِبْن أَخِي يَشْتَكِي بَطْنه ” وَلِمُسْلِمٍ مِنْ طَرِيقه ” قَدْ عَرِبَ بَطْنه ” وَهِيَ بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَة وَالرَّاء الْمَكْسُورَة ثُمَّ الْمُوَحَّدَة أَيْ فَسَدَ هَضْمه لِاعْتِلَالِ الْمَعِدَة , وَمِثْله ذَرِبَ بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة بَدَل الْعَيْن وَزْنًا وَمَعْنًى .
قوْله : ( فَقَالَ اِسْقِهِ عَسَلًا )
وَعِنْد الْإِسْمَاعِيلِيّ مِنْ طَرِيق خَالِد بْن الْحَارِث عَنْ شُعْبَة ” اِسْقِهِ الْعَسَل ” وَاللَّام عَهْدِيَّة , وَالْمُرَاد عَسَل النَّحْل , وَهُوَ مَشْهُور عِنْدهمْ , وَظَاهِرُهُ الْأَمْر بِسَقْيِهِ صِرْفَا , وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون مَمْزُوجًا .
قَوْله : ( فَسَقَاهُ فَقَالَ : إِنِّي سَقَيْته فَلَمْ يَزِدْهُ إِلَّا اِسْتِطْلَاقًا )
كَذَا فِيهِ , وَفِي السِّيَاق حَذْف تَقْدِيره .
فَسَقَاهُ فَلَمْ يَبْرَأ , فَأَتَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنِّي سَقَيْته , وَوَقَعَ فِي رِوَايَة مُسْلِم ” فَسَقَاهُ ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ : إِنِّي سَقَيْته فَلَمْ يَزْدَدْ إِلَّا اِسْتِطْلَاقًا ” أَخْرَجَهُ عَنْ مُحَمَّد بْن بَشَّار الَّذِي أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ عَنْهُ وَلَكِنْ قَرَنَهُ بِمُحَمَّدِ بْن الْمُثَنَّى وَقَالَ : إِنَّ اللَّفْظ لِمُحَمَّدِ بْن الْمُثَنَّى . نَعَمْ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ عَنْ مُحَمَّد بْن بَشَّار وَحْده بِلَفْظِ ” ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ : يَا رَسُول اللَّه , إِنِّي قَدْ سَقَيْته عَسَلًا فَلَمْ يَزِدْهُ إِلَّا اِسْتِطْلَاقًا ” .
قَوْله : ( فَقَالَ صَدَقَ اللَّه )
كَذَا اِخْتَصَرَهُ , وَفِي رِوَايَة التِّرْمِذِيّ ” فَقَالَ اِسْقِهِ عَسَلًا , فَسَقَاهُ , ثُمَّ جَاءَ ” فَذَكَرَ مِثْله فَقَالَ : ” صَدَقَ اللَّه ” وَفِي رِوَايَة مُسْلِم ” فَقَالَ لَهُ ثَلَاث مَرَّات , ثُمَّ جَاءَ الرَّابِعَة فَقَالَ : اِسْقِهِ عَسَلًا فَقَالَ سَقَيْته فَلَمْ يَزِدْهُ إِلَّا اِسْتِطْلَاقًا , فَقَالَ صَدَقَ اللَّه ” وَعِنْد أَحْمَد عَنْ يَزِيد بْن هَارُون عَنْ شُعْبَة ” فَذَهَبَ ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ : قَدْ سَقَيْته فَلَمْ يَزِدْهُ إِلَّا اِسْتِطْلَاقًا , فَقَالَ : اِسْقِهِ عَسَلًا فَسَقَاهُ ” كَذَلِكَ ثَلَاثًا وَفِيهِ ” فَقَالَ فِي الرَّابِعَة اِسْقِهِ عَسَلًا ” وَعِنْد الْإِسْمَاعِيلِيّ مِنْ رِوَايَة خَالِد بْن الْحَارِث ثَلَاث مَرَّات يَقُول فِيهِنَّ مَا قَالَ فِي الْأُولَى . وَتَقَدَّمَ فِي رِوَايَة سَعِيد بْن أَبِي عَرُوبَة بِلَفْظِ ” ثُمَّ أَتَاهُ الثَّانِيَة فَقَالَ اِسْقِهِ عَسَلًا ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَة ” .
قَوْله : ( فَقَالَ صَدَقَ اللَّه وَكَذَبَ بَطْن أَخِيك )
زَادَ مُسْلِم فِي رِوَايَته ” فَسَقَاهُ فَبَرَأَ ” وَكَذَا لِلتِّرْمِذِيِّ , وَفِي رِوَايَة أَحْمَد عَنْ يَزِيد بْن هَارُون , فَقَالَ فِي الرَّابِعَة اِسْقِهِ عَسَلًا , قَالَ : فَأَظُنّهُ قَالَ فَسَقَاهُ فَبَرَأَ , فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرَّابِعَة : صَدَقَ اللَّه وَكَذَبَ بَطْن أَخِيك ” كَذَا وَقَعَ لِيَزِيدَ بِالشَّكِّ وَفِي رِوَايَة خَالِد بْن الْحَارِث ” فَقَالَ فِي الرَّابِعَة صَدَقَ اللَّه وَكَذَبَ بَطْن أَخِيك ” وَاَلَّذِي اِتَّفَقَ عَلَيْهِ مُحَمَّد بْن جَعْفَر وَمَنْ تَابَعَهُ أَرْجَح , وَهُوَ أَنَّ هَذَا الْقَوْل وَقَعَ مِنْهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْد الثَّالِثَة , وَأَمَرَهُ أَنْ يَسْقِيه عَسَلًا فَسَقَاهُ فِي الرَّابِعَة فَبَرَأَ . وَقَدْ وَقَعَ فِي رِوَايَة سَعِيد بْن أَبِي عَرُوبَة ” ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَة فَقَالَ اِسْقِهِ عَسَلًا , ثُمَّ أَتَاهُ فَقَالَ : قَدْ فَعَلْت , فَسَقَاهُ فَبَرَأَ
فوائد العسل حسب ما بين علماء على مر العصور:
العسل فيه منافعُ عظيمة فإنه جلاءٌ للأوساخ التي في العروق والأمعاء وغيرها..
– محلِّلٌ للرطوبات أكلاً وطِلاءً ..
– نافعٌ للمشايخ وأصحابِ البلغم..
– ومَن كان مِزاجه بارداً رطباً..
– وهو مغّذٍّ ملين للطبيعة، حافِظ لِقُوَى المعاجين ولما استُودِع فيه، مُذْهِبٌ لكيفيات الأدوية الكريهة..
– منقٍّ للكبد والصدر..
– مُدِرٍّ للبول، موافقٌ للسعال الكائن عن البلغم..
– وإذا شُرِبَ حاراً بدُهن الورد، نفع من نهش الهوام، وشرب الأفيون، وإن شُرِبَ وحده ممزوجاً بماء نفع من عضة الكَلْبِ الكَلِبِ.. وأكلِ الفُطُرِ القتَّال..
– وإذا جُعِلَ فيه اللَّحمُ الطرىُّ، حَفِظَ طراوته ثلاثَةَ أشهر..
– وكذلك إن جُعِل فيه القِثَّاء، والخيارُ، والقرعُ، والباذنجان، ويحفظ كثيراً من الفاكهة ستة أشهر، ويحفظ جثة الموتى، ويُسمى الحافظَ الأمين..
– وإذا لطخ به البدن المقمل والشَّعر، قتل قَملَه وصِئْبانَه، وطوَّل الشَّعرَ، وحسَّنه، ونعَّمه..
– وإن اكتُحل به، جلا ظُلمة البصر.. وإن استُنَّ به بيَّضَ الأسنان وصقَلها، وحَفِظَ صحتَها، وصحة اللِّثةِ ..
– ويفتح أفواهَ العُروقِ، ويُدِرُّ الطَّمْثَ، ولأخذه على الريق يُذهب البلغم، ويَغسِلَ خَمْلَ المعدة، ويدفعُ الفضلات عنها، ويسخنها تسخيناً معتدلاً، ويفتح سُدَدَها، ويفعل ذلك بالكبد والكُلَى والمثانة، وهو أقلُّ ضرراً لسُدَد الكبد والطحال من كل حلو..
– وهو مع هذا كله مأمونُ الغائلة، قليلُ المضار، مُضِرٌ بالعرض للصفراويين، ودفعها بالخلِّ ونحوه، فيعودُ حينئذ نافعاً له جداً..
– وهو غِذاء مع الأغذية، ودواء مع الأدوية، وشراب مع الأشربة، وحلو مع الحلوى، وطِلاء مع الأطلية، ومُفرِّح مع المفرِّحات.
– فما خُلِقَ لنا شىءٌ في معناه أفضلَ منه، ولا مثلَه، ولا قريباً منه، ولم يكن معوّلُ القدماء إلا عليه، وأكثرُ كتب القدماء لا ذِكر فيها للسكر ألبتة، ولا يعرفونه، فإنه حديثُ العهد حدث قريباً، وأفضل طريقة لشرب العسل أن يشربه المرء بالماء على الرِّيق، ففى ذلك سِرٌ بديع في حفظ الصحة لا يُدركه إلا الفطن الفاضل،
– إذا عُرِفَ هذا، فهذا الذي وصف له النبي صلى الله عليه وسلم العَسَل، كان استطلاقُ بطنه عن تُخَمَةٍ أصابته عن امتلاء، فأمره بشُرب العسل لدفع الفُضول المجتمعة في نواحي المَعِدَةَ والأمعاء، فإن العسلَ فيه جِلاء، ودفع للفضول، وكان قد أصاب المَعِدَةَ أخلاط لَزِجَةٌ، تمنع استقرارَ الغذاء فيها للزوجتها، فإن المَعِدَةَ لها خَمْلٌ كخمل القطيفة، فإذا علقت بها الأخلاطُ اللَّزجة، أفسدتها وأفسدت الغِذاء، فدواؤها بما يجلُوها من تلك الأخلاط، والعسلُ جِلاء، والعسلُ مِن أحسن ما عُولج به هذا الداءُ، لا سيما إن مُزج بالماء الحار.
– وفى تكرار سقيه العسلَ معنى طبي بديع، وهو أن الدواءَ يجب أن يكون له مقدار، وكمية بحسب حال الداء، إن قصر عنه، لم يُزله بالكلية، وإن جاوزه، أوهى القُوى، فأحدث ضرراً آخر، فلما أمره أن يسقيَه العسل، سقاه مقداراً لا يفي بمقاومة الداءِ، ولا يبلُغ الغرضَ، فلما أخبره، علم أنَّ الذي سقاه لا يبلُغ مقدار الحاجة، فلما تكرر تردادُه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أكَّد عليه المعاودة ليصل إلى المقدار المقاوم للداء، فلما تكررت الشرباتُ بحسب مادة الداء، بَرَأ، بإذن الله، واعتبار مقاديرِ الأدوية، وكيفياتها، ومقدار قوة المرض والمريض من أكبر قواعد الطب.
– وفى قوله صلى الله عليه وسلم: ( صدَقَ الله وكذَبَ بطنُ أخيكَ )، إشارة إلى تحقيق نفع هذا الدواء، وأن بقاء الداء ليس لِقصور الدواء في نفسه، ولكنْ لكَذِب البطن، وكثرة المادة الفاسدة فيه، فأمَره بتكرار الدواء لكثرة المادة.
– وليس طِبُّه صلى الله عليه وسلم كطِبِّ الأطباء، فإن طبَّ النبي صلى الله عليه وسلم متيقَّنٌ قطعىٌ إلهىٌ، صادرٌ عن الوحي، ومِشْكاةِ النبوة، وكمالِ العقل.
– وطبُّ غيرِه أكثرُه حَدْسٌ وظنون، وتجارِب، ولا يُنْكَرُ عدمُ انتفاع كثير من المرضى بطبِّ النبوة، فإنه إنما ينتفعُ به مَن تلقَّاه بالقبول، واعتقاد الشفاء به، وكمال التلقي له بالإيمان والإذعان، فهذا القرآنُ الذي هو شفاء لما في الصدور إن لم يُتلقَّ هذا التلقي لم يحصل به شفاءُ الصُّدور مِن أدوائها، بل لا يزيدُ المنافقين إلا رجساً إلى رجسهم، ومرضاً إلى مرضهم..
– وأين يقعُ طبُّ الأبدان منه، فطِب النبوةِ لا يُناسب إلا الأبدانَ الطيبة، كما أنَّ شِفاء القرآن لا يُناسب إلا الأرواح الطيبة والقلوب الحية، فإعراضُ الناس عن طِبِّ النبوة كإعراضهم عن الاستشفاء بالقرآن الذي هو الشفاء النافع، وليس ذلك لقصور في الدواء، ولكن لخُبثِ الطبيعة، وفساد المحل، وعدمِ قبوله
الطب الحديث يثبت فؤائد العسل المستنبط من حديث اسقه عسلا:
أجمعت كافة الأبحاث الحديثة أن عسل النحل من أهم الأغذية فاعلية في علاج الأنواع المختلفة من الأمراض، كما ذكر كتاب الله الكريم منذ أكثر من 1400 سنة قمرية .
فقد أكدت الأبحاث العلمية أن عسل النحل يساعد علي نمو الأنسجة من جديد ويساعد علي سرعة الالتئام وإزالة آثارها فلا تترك أي أثر أو تشوه.
ويشيرأحد كبار علماء الطب إلى أن عسل النحل هو سلاح الطبيب في أغلب الأمراض ومع تقدم الطب، فإن دوره يزداد إتساعاً عكس ما يظن الناس، فهو الآن يعطي بالفم وتحت الجلد وفي الوريد وبالحقن الشرجية، كما يعطي ضد التسمم الناشئ من أمراض عضوية في الجسم مثل التسمم البولي الناتج من أمراض الكبد والمعدة والأمعاء وفي الحميات والحصبة وحالات الذبحة الصدرية، وفي احتقان المخ والأورام المخية وغير ذلك من الأمراض. ففي حالة فقر الدم والكساح عند الأطفال الرضع ينصح الأطباء بإعطاء الطفل ملعقة عسل نحل يومياً ابتداء من الشهر الرابع لميلاده، وذلك بخلطه بالحليب وذلك لمقاومة احتمال نقص الحديد والكالسيوم في لبن الأم.
ولعلاج التبول اللاإرادي يعطي الطفل المصاب بهذا المرض ملعقة صغيرة من العسل قبل النوم مباشرة، فيؤثر إيجابياً عليه كمهدئ لجهازه العصبي مما يساعد المثانة علي الارتخاء والتمدد أثناء نومه، كما أن كمية السكر المركزة في العسل تمتص الماء من جسم الطفل.
ولعلاج الجروح المتقيحة والحروق يستعمل الأطباء الروس والصينيون مرهماً مركباً من العسل وزيت كبد الحوت بنسبة 4/ 1 ، ويضاف إليه بعض المواد المطهرة، ولهذا المرهم أثار سريعة في تخفيف الآم الجروح والتئامها، وفي منع التقيح وهو مفيد جداً في الحروق ويحول دون ظهور الفقاقيع.
ويعطي العسل لعلاج قرحة المعدة والإثني عشر، لأنه مادة قلوية تقلل حموضة المعدة، وتزيل الآم القرحة وتقلل حالات القيء والمغص الناجمة عن القرحة، ولكي يكون العلاج ناجحا يؤخذ العسل قبل الأكل بساعة أو ساعتين مذابا في ماء دافئ.
ولعلاج حالات البرد والزكام والتهاب الحلق يستنشق العسل بعد عمل محلول مكون من العسل والماء، ويرش المحلول برشاش خاص أو يستنشق لمدة 5 دقائق، لعلاج الزكام والتهاب الحلق والكحة ومن الأفضل أن يتبع ذلك مضغ قطعة من العسل الطبيعي ويساعد هذا العلاج أيضا علي شفاء الجيوب الانفية وازالة حساسية الانف.
ولعلاج حالات التهاب الكبد المزمن يزيد العسل من مخزون الكبد من مادة الجليكوجين عن طريق زيادة الجلوكوز في الدم، وبذلك يساعد الكبد علي أداء وظائفه ويخفف من أعبائه.
وفي أمراض العيون ثبت أن العسل فعال في علاج التهاب الجفون والملتحمة والقرنية، وقد صنع منه مرهم بإضافة السلفا إليه واستعمل في علاج قرح القرنية بطيئة الالتئام وأعطي نتائج مذهلة. وفي حالات كثيرة تم علاج التهاب القرنية وتقرحها بالعسل وحده، وأعطي نتائج ممتازة.
وللعسل تأثير ممتاز في علاج مدمني الخمور، لأنه يقي الكبد وينشط القلـــــب ويؤكسد بقايا الكحول الموجودة في الجسم، كما انه علاج للأرق ومهدئ للأعصاب، لأنه يحتوي علي بعض العناصر المهدئة والمقوية بنسبة مقبولة مثل أملاح البوتاسيوم والصوديوم، وإذا أخذ من العسل ملعقة كبيرة قبل النوم فسوف يكون النوم هادئاً.
يقول العلماني والليبرالي والمعترض على نصوص الشرع بغية الإساءة لهذا الدين مانصه:
قالوا على سبيلِ التهكمِ والاستهزاءِ:إن رجلاً جاء إلى رسولِ الإسلامِ يخبره أن أخاه يشكوا بطنه ، فقال له رسولُ الإسلامِ: ” اسْقِهِ عَسَلًا ” ففعل ولم يشف ، ثم جاء إلى رسولِ الإسلامِ للمرةِ الرابعةِ ولم يشف ، فكان ردُ رسولِ الإسلامِ ” صَدَقَ اللَّهُ وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ ” !! فهل هذه من معجزاتِ رسولِكم ، أم هي من الخرافات ؟!
استندوا في ذلك بما جاء في الصحيحين :
1- صحيح البخاري كتاب (الطب) باب (الدواء بالعسل ) برقم 5252 حَدَّثَنَا عَيَّاشُ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ r فَقَالَ: أَخِي يَشْتَكِي بَطْنَهُ .فَقَالَ:” اسْقِهِ عَسَلًا “. ثُمَّ أَتَى الثَّانِيَةَ فَقَالَ: “اسْقِهِ عَسَلًا “. ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَةَ فَقَالَ:” اسْقِهِ عَسَلًا” . ثُمَّ أَتَاهُ فَقَالَ: قَدْ فَعَلْتُ . فَقَالَ:” صَدَقَ اللَّهُ وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ اسْقِهِ عَسَلًا فَسَقَاهُ فَبَرَأَ ” .
2- صحيح مسلم كتاب(السلام) باب (التداوي بسقي العسل )برقم 4107 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ وَاللَّفْظُ لِابْنِ الْمُثَنَّى قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ فَقَالَ: إِنَّ أَخِي اسْتَطْلَقَ بَطْنُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ :” اسْقِهِ عَسَلًا ” فَسَقَاهُ ثُمَّ جَاءَهُ فَقَالَ إِنِّي سَقَيْتُهُ عَسَلًا فَلَمْ يَزِدْهُ إِلَّا اسْتِطْلَاقًا فَقَالَ لَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ جَاءَ الرَّابِعَةَ فَقَالَ :” اسْقِهِ عَسَلًا ” فَقَالَ: لَقَدْ سَقَيْتُهُ فَلَمْ يَزِدْهُ إِلَّا اسْتِطْلَاقًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ :” صَدَقَ اللَّهُ وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ فَسَقَاهُ فَبَرَأَ “.
• الرد على الشبهة
أولاً : إن المسلمين يعتقدون بأن عسلَ النحلِ فيه شفاءٌ للناس ، وذلك مصدقًا لقولِه :(ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (النحل69).
ولقول نبيِّنا في الحديثِ الذي نحن بصدده ” اسْقِهِ عَسَلًا فَسَقَاهُ فَبَرَأَ “.
إن هذا الحديثَ يدل على صدقِ نبوة نبيِّنا ، وصدقِ ما جاء به وهو القرآن الكريم ؛ حيث إننا نجد في نهايةِ الحديثِ أن الرجلَ الذي كان يشكوا بطنه شُفي لما شربه العسل الذي وصفه النبيُّ له دواءً ؛هذا واضحٌ من الحديثِ نفسِه ففيه ” اسْقِهِ عَسَلًا فَسَقَاهُ فَبَرَأَ “.
نلاحظ كلمة ” فَبَرَأَ “.
وعليه فإن الحديث لا يخدم المعترضين بحالٍ من الأحوال – ولله الحمد- بل يثبت علماءُ الغرب وأصحابُ الأبحاثِ الطبيةِ إلى يومنا هذا أن في عسلِ النحلِ شفاء من أمراضٍ كثيرةٍ جدًا كما أخبر القرآنُ وأخبر النبيُّ ، وأحيل الباحثين إلى الرجوعِ إلى موقعِ الإعجاز العلمي في القرآنِ والسنةِ ففيه ما يفيد من دراساتٍ وأبحاثٍ قيمةٍ في ذلك الشأن.
ثانيًا: إن اعتراض المعترضين يكمن في أن رجلاً جاء إلى رسولِ اللهِ للمرة الرابعة ولم يشف ، فكان رد رسولِ الله ” صَدَقَ اللَّهُ وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ ” اعتراض لا قيمة،بل هو دليل على عدمِ فقههم ؛ لأن شفاءَ الرجل من مرضِه لا تكفيه جرعة واحدة ، أو سقية واحدة ؛ حيث إننا نجد أن رسولَ اللهِ كام متأكدًا من شفاءِ الرجلِ المبطون ، فقال: ” صَدَقَ اللَّهُ وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ ”
ولكن للشفاء مدةٌ معينة قدّرها اللهُ فلا يبرأ إلا بعد تكرارِ العلاجِ ( العسل ) لا من أول سقية …
أتضح ذلك بعد السقية الرابعةِ ؛وجدنا الرجلَ المبطون قد شُفِيَ تمامًا كما جاء في الرويةِ التي معنا ففيها : ثُمَّ أَتَاهُ فَقَالَ :قَدْ فَعَلْتُ فَقَالَ :” صَدَقَ اللَّهُ وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ اسْقِهِ عَسَلًا فَسَقَاهُ فَبَرَأَ “.
وبالمثال يتضح المقال : لما يمرض إنسانٌ في عصرنا هذا ، ويذهب للطبيب يصف له احد المضادات الحيوية ، ويحذره الطبيب من إيقاف العلاج إلا بعد انتهاء الجرعة المطلوبة المحددة حتى يتم الشفاء ، ولو نظرنا في نشرة الدواء لوجدنا مكتوبًا فيها: لعلاج أمراض الجهاز التناسلي ، الجرعة المحدده لمدة أربعة أيام.. ..
وبهذا المعنى ذكره ابن حجر في الفتحِ عن الإمامِ الخطابيِّ قال : فَكَأَنَّهُ شَرِبَ مِنْهُ أَوَّلًا مِقْدَارًا لَا يَفِي بِمُقَاوَمَةِ الدَّاء ، فَأَمَرَهُ بِمُعَاوَدَةِ سَقْيه ، فَلَمَّا تَكَرَّرَتْ الشَّرَبَات بِحَسَبِ مَادَّة الدَّاء بَرَأَ بِإِذْنِ اللَّه تَعَالَى . وَفِي قَوْله : ” وَكَذَبَ بَطْن أَخِيك ” إِشَارَة إِلَى أَنَّ هَذَا الدَّوَاء نَافِع ، وَأَنَّ بَقَاء الدَّاء لَيْسَ لِقُصُورِ الدَّوَاء فِي نَفْسه وَلَكِنْ لِكَثْرَةِ الْمَادَّة الْفَاسِدَة ، فَمِنْ ثَمَّ أَمَرَهُ بِمُعَاوَدَةِ شُرْب الْعَسَل لِاسْتِفْرَاغِهَا ، فَكَانَ كَذَلِكَ ، وَبَرَأَ بِإِذْنِ اللَّه . أهـ
أقول عن المعترضين كما قال اللهُ :(بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (يونس39) .
ثالثًا : إن إنجيل مرقس يذكر أن يسوعَ بصق في عينِ الأعمى ليشفيه ،ولم تكن البصقه الواحدة كافية لشفائه… وذلك في الإصحاح 8 عدد 22وَجَاءَ إِلَى بَيْتِ صَيْدَا، فَقَدَّمُوا إِلَيْهِ أَعْمَى وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَلْمِسَهُ، 23فَأَخَذَ بِيَدِ الأَعْمَى وَأَخْرَجَهُ إِلَى خَارِجِ الْقَرْيَةِ، وَتَفَلَ فِي عَيْنَيْهِ، وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِ وَسَأَلَهُ: هَلْ أَبْصَرَ شَيْئًا؟ .
قلتُ : إننا لن نسأل بطريقتهم ، ونقول مثلاً: أليس هذا شيءٌ مقزز أن يتفل يسوع في عين الأعمى ليشفيه ؟ ألا توجد طريقة أفضل من هذه…. ؟!
وتذكر بقية النصوص ما نصه: و لما َسَأَلَه ُ: هَلْ أَبْصَرَ شَيْئًا؟ 24فَتَطَلَّعَ وَقَالَ:«أُبْصِرُ النَّاسَ كَأَشْجَارٍ يَمْشُونَ».
نلاحظ :أن الأعمى لم يرى الصورةَ واضحةَ بل رأى الناسَ كَأَشْجَارٍ ، فمن الواضح أن البصقة لم تكن كافية لشفائه حتى يبصر تمامًا وبعد ها 25ثُمَّ وَضَعَ يَدَيْهِ أَيْضًا عَلَى عَيْنَيْهِ، وَجَعَلَهُ يَتَطَلَّعُ. فَعَادَ صَحِيحًا وَأَبْصَرَ كُلَّ إِنْسَانٍ جَلِيًّا. 26فَأَرْسَلَهُ إِلَى بَيْتِهِ قَائِلاً:«لاَ تَدْخُلِ الْقَرْيَةَ، وَلاَ تَقُلْ لأَحَدٍ فِي الْقَرْيَةِ».!!
وأتساءل:هلا اعترض المعترضون على تلك النصوص كما اعترضوا على حديثِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم
والحمد لله رب العالمين