علاقة الطبيب بالطبيب
الطبيب أخ لكل طبيب وزميل في رسالة نبيلة وعمل مجيد هو تطبيق مباشر لقول الله تعالى: { وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}(المائدة: 2)
والأطباء متكافلون فيما بينهم على رعاية صحة الأمة، يتكاملون بتنوع اختصاصاتهم الطبية في شتى فروع الطب، ويعمل فريق في الوقاية وآخر في العلاج، ويعمل البعض في مرافق الدولة والبعض القطاع الخاص، ملتزمين جميعا بآداب المهنة الطبية وتكاليفها.
والأطباء فرقة من الأمة عليها أن تتخذ فيما بينها من النظم والوسائل والأسباب والأعراف ما يمكن لأفرادها جماعة وعلى انفراد أن يقوموا برسالتهم في الأمة على خير وجه.
والطبيب أخو الطبيب يوقر حضرته ويحفظ غيبته، ويقدم له العون والنصح والمشورة كلما دعت الحاجة، ولا يأكل لحمه، ولا يتتبع عورته، ولا يكشف سوأته، ولا يمسه منه ما يكره إلا حيثما يقضى شرع الله بأداء الشهادة أو منع الجريمة في حدود ما نص عليه الشارع.
والطبيب إلى الطبيب جمع وإضافة وتعاون على صالح المريض… وليس منافسة وانتقاصا…
فإذا تداول المريض أكثر من طبيب وجب أن يؤدى كل ما عنده من معلومات وآراء…و وجب أن يؤدى هذه المعلومات أداء واضحا لا إبهام فيه.. بالخط الواضح إن كانت مكتوبة لا بالطلسم المبهم، وبالشرح المبين إن كانت منطوقة لا ناقصة ولا غامضة… و وجب أن تصان هذه المعلومات فتظل في الدائرة الطبية ولا تعدوها إلى ما سراها.
وعلى الطبيب أن احتار أن يستشير… فإن دعت الحاجة أحال إلى المختص… فهذا من حق المريض ثم أنه من حق الله لقوله: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }(النحل: 43) وعلى المختص أن يؤدى واجبه ومن واجبه أن يرد على الطبيب الأول بما كان وما يكون من أمر مريضه.
ومن واجب الطبيب أن يكون سخيا بحصيلة علمه وخبرته وتجربته على من هم دونه في ذلك من زملائه، فلا يضن بتعليم أو تدريب، … ولان في ذلك وفاء بحق الزميل وحق المريض على السواء، وإثراء للمهنة على تعاقب الأجيال.
من أبلغ الهدى قوله عليه الصلاة و السلام:
“إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْم ٍيُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له”(مسلم)
والأطباء فيما بينهم متكافلون كذلك على رعاية بعضهم البعض إذا مرض أحدهم أو أي من أفراد أسرته أو إذا أعزته شدة أو محنة أو عجز أو وفاة.
وليس الطبيب في الزمن الحاضر عنصرا فردا في العلاج ولكنه عضو في فريق من المشتغلين بالتمريض أو المختبرات أو العلاج الطبيعي أو الأشعة أو البحث الاجتماعي… فعليه أن يؤكد صلة التعاون ورباط الزمالة بهذه الطوائف جميعا بما يحقق تجميع الجهود و إيتاءها أفضل الثمرات.
ويكون هذا الميثاق الطبي كذلك ملزما لكافة العاملين والعاملات على رعاية صحة الإنسان في كل هذه المجالات.