💦عندما تتحدث الدموع:💦
💦أولا :دموع الخشوع:
📖💧إن هذه الدمعة هي أنبل وأصدق وأخلص وأعذب الدموع التي يعرفها الخلق و ما أسعد من ذرف يوماً دمعة خشوع للمولى تبارك وتعالى
➖دمعة نذرفها إجلالاً وتعظيماً للخالق عز وجلّ معها يهتز الكيان والقلب، تحمل في طياتها مزيجاً من الخوف والطمأنينة خوف من أن تكون من المقصرين وأن الله غير راض عنك واطمئنان لرحمته الواسعة و غفرانه الأوسع
➖فإذا امتلأت القلوب بالحب الخالص الصادق لله وحده وعرف كل قلب قدر الله عز وجل واستعظم المسألة لانت القلوب، و إذا رق القلب سالت العين و إذا قسى القلب جمدت العين والعياذ بالله تعالى.
➖اللهم نعوذ بك ربى من قلب لا يخشع ومن عين لا تدمع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها
➖فيا عبد الله هل تبكي خوفاً من الله عز وجل أو شوقاً إليه أم أن القلب لم يشتاق بعد
➖هل تبكي رغبة ورهبة واعترافاً بتقصيرك أم أن القلب لم يشعر بعد بالتقصير ؟؟؟؟؟؟
➖هل تبكى اعترافاً بذنبك وشعوراً بالفقر و التقصير تجاه ربك أم أن القلب لم يشعر بذلك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
➖هل ينكسر قلبك بين يدى الله عز وجل أم لا يستطيع ولا يشعر القلب بالإنكسار بين يدى الله عز وجل
➖هل العين تدمع من خشيه الله أم أن العين جفت من الدموع ……..
➖إذا رأيت إنسانا يسمع الموعظة ومازال يلهو و يلعب فأعلم أن هذا قلب لم يستقيم فالإستقامة إستقامة قلب أولا
ً((ألا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً إذا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ وإذَا فَسَدَتْ فسدَ الجَسدُ كُلُّهُ ))
💎قال تعالى:{ وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا}َ[الإسراء : 109]
➖ولذلك عندما قرأ أحد الصحابة هذه الآية سجد وبكى على نفسه بكاء شديدا وقال هذا السجود فأين البكاء
💎وقال تعالى:{ أَفَمِنْ هَٰذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (59) وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ (60) وَأَنتُمْ سَامِدُونَ }[النجم 59- 61] – سامدون أى لاهون وغافلون
💎عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: (( لو تعلمونَ ما أعلَمُ ، لضَحِكتُم قليلًا ، ولبكيتُم كثيرًا ))؛ رواه البخاري.
📖🖊ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻦ الأﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺍﻟﺠﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﺴﻮ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ انكسارًا ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﻠﻪ، واعترافًا ﺑﺎﻟﻔﻘﺮ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﺭﺟﺎﺀ ﺭﺣﻤﺘﻪ ﻭﻋﻔﻮﻩ ﻭﺇﺣﺴﺎﻧﻪ، ﻓﺎلأﻣﺮ ﺧﻄﻴﺮ ﺟﺪ ﺧﻄﻴﺮ، ﻭﺍﻟﻠﻪ – ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ – ﻳﻘﻮﻝ: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ﴾ [الحج: 1، 2].
📖🖊ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ – ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ -: “ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻫﻨﺎ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻌﻈﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺍﻧﺘﻘﺎﻣﻪ ﻣﻤﻦ ﻳﻌﺼﻴﻪ، ﻭالأﻫﻮﺍﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻊ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺰﻉ، ﻭﺍﻟﻤﻮﺕ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﺮ، ﻭﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ، ﻭﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻭﻗﻠﺔ ﺍﻟﻀﺤﻚ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﻭﺍﺿﺤﺔ، ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﻪ ﺍﻟﺘﺨﻮﻳﻒ))
📖🖊ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ – ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ -: “ﻟﻮ ﺭﺃﻳﺘﻢ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ، ﻭﻋﻠﻤﺘﻢ ﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ، ﻣﻤﺎ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﻗﺒﻞ ﺍﻟﻴﻮﻡ لأﺷﻔﻘﺘﻢ إشفاقًا بليغًا، ﻭﻟﻘﻞ ﺿﺤﻜﻜﻢ ﻭﻛﺜﺮ ﺑﻜﺎﺅﻛﻢ”.
📖🖊ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﻃﺒﻲ – ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ -: “ﻳﻌﻨﻲ لو تعلمون ﻣﺎ ﻳﻌﻠﻢ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺭ الآﺧﺮﺓ ﻭﺷﺪﺓ ﺃﻫﻮﺍﻟﻬﺎ، ﻭﻣﻤﺎ ﺃﻋﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺑﻬﺎ ﻭﺃﻧﻜﺎﻟﻬﺎ، ﻭﻣﻤﺎ ﺃﻋﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻣﻦ ﻧﻌﻴﻤﻬﺎ ﻭﺛﻮﺍﺑﻬﺎ، ﻓﺈﻧﻪ – صلى الله عليه وسلم – ﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺭﺃﻯ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﺸﺎﻫﺪﺓ وتحقيقًا؛ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ – صلى الله عليه وسلم – ﻣﺘﻮﺍﺻﻞ الأﺣﺰﺍﻥ، ﻗﻠﻴﻞ ﺍﻟﻀﺤﻚ، ﺟﻠﻪ ﺍﻟﺘﺒﺴﻢ.
📖🖊ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﻨﺎﻭﻱ – ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ -: “لو ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ ﻣﺎ ﺃﻋﻠﻢ؛ ﺃﻱ: ﻣﻦ ﻋﻈﻢ ﺍﻧﺘﻘﺎﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﻭﺃﻫﻮﺍﻝ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭﺃﺣﻮﺍﻟﻬﺎ ﻣﺎ ﻋﻠﻤﺘﻪ ﻟﻤﺎ ﺿﺤﻜﺘﻢ أصلاً، ﺍﻟﻤﻌﺒﺮ ﻋﻨﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: ﻟﻀﺤﻜﺘﻢ قليلاً؛ ﺇﺫ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﺪﻳﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻘﺘﻀﻴﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ؛ لأﻥ (ﻟﻮ) ﺣﺮﻑ ﺍﻣﺘﻨﺎﻉ لاﻣﺘﻨﺎﻉ”
➖يا من تبكي من خشية الله عز وجل أبشر !!!!!!!!
➖((ليسَ شيءٌ أحبَّ إلى اللَّهِ من قَطرتينِ، وأثَرينِ : قطرة ُدموعٍ من خشيةِ اللَّهِ ،و قطرةُ دمٍ تُهَراقُ في سبيل ِاللَّهِ ، وأمَّا الأثرانِ فأثرٌ في سبيلِ اللَّهِ ، و أثرٌ في فريضةٍ من فرائضِ اللَّهِ )) رواه الترمذي و حسنه الألباني
➖وقال صلى الله عليه وسلم :((لا يلجُ النَّارَ رجلٌ بَكَى من خشيةِ اللَّهِ حتَّى يَعود َاللَّبنُ في الضَّرعِ ، ولا يجتمِعُ غبارٌ في سبيلِ اللَّه ِو دخانُ جَهَنَّمَ )) رواه الترمذي و صححه الألباني[ 2311]
📖🖊أسباب نضب العيون وقحطها:
1- ترك العلم عن الله عز وجل والإشتغال بعلوم الدنيا فقط.
2- نسيان العبد أنه يوشك أن يرحل قال تعالى:{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ} [الأنبياء : 35]
3- عدم الشعور بالتقصير في حق الله عز وجل
4- غياب كثير من الناس عن دراسة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم فهي تحيي القلوب وتزيد الإيمان في القلوب وكذلك سير السلف الصالح رضوان الله عليهم
5- هجر كتاب الله عز وجل قراءة حفظاً وفهماً وتدبراً حتى النظر فيه.
➖فقد روي أنه كان من السلف من فقد بصره ويرد إليه بصره عند النظر فى كتاب الله و أكثر الناس تعاسة فى الدنيا أكثرهم هجراً لكتاب الله عز وجل وأكثر الناس سعادة في الدنيا أكثرهم تمسكاً بكتاب الله عز وجل
➖لو كان عندك أهلك وأولادك والدنيا كلها لن تجد سعادة مثل السعادة بكتاب الله عز وجل
6- لهو الناس عن الحق :
في أي موطن أو في أي مكان – في بيتك – خارج بيتك انظر للمشهد هل يقرب من الله عز وجل أم يبعد عن الله عـز وجل إذا استحييت أن تطلع الناس عليه فاعلم أن الله لا يرضى عن هذا العمل.
7- نسيان يوم اللقاء الأعظم يوم الحساب و وضع الموازين القسط ليوم القيامة ونسيان أن الأرض تحدث أخبارها – حجرة نومك – وكل مكان فى بيتك سيشهد لك أو سيشهد عليك { إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا *وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا * يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا } [الزلزلة من 1: 4]
📖🖊ماهى الأمور التى تعين على البكاء ؟
1- الخلوة الصالحة في أوقات إجابة الدعاء
2- أن ترى نفسك مع جماعة كلهم قد سبقوك إلى الجنان و أنت تتعثر بذنبك
3- أن تذكر يوم التغابن وقول الله تعالى { يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ } (الحاقة : 18 )
4- التباكي، وهو استدعاء البكاء
5- المناجاة ، و هي الشكوى إلى الله عز وجل
6- عد السيئات ، أن يجلس فيتذكر ذنوبه و يحاول إحصاءها ولن يستطيع
7- قلة أكل اللحم وترك فضول الطعام والشراب وإذاقة النفس الجوع والحرمان لأن ذلك يرقق القلوب فإنه ماقست قلوبنا إلا لما شبعت بطوننا
8- الإنصات للموعظة و التدبر فيها.
📖🖊والله أعلم والحمد لله رب العالمين📚
