نفل المروج-البرسيم الحجازي Alfalfa-القضب أو البرسيم
هو نبات عشبي معمر يمثل أهم المحاصيل العلفية وهو زراعي, يتكاثر بالبذور بالطرق المألوفة وينمو في البيئات شبه الرطبة ونصف الجافة والجافة في المناطق المعتدلة والدافئة وفي الأراضي الجيدة, وأزهار يتراوح لونها بين الأصفر والمزرق البنفسجي وبذور في ثمار حلزونية قرنية .
الموطن الأصلي:
حوض البحر الأبيض المتوسط يعرف بعدة أسماء شعبية فيسمى في منطقة نجد باسم القت وفي جنوب المملكة بالقضب وفي الحجاز بالبرسيم وفي بلاد الشام بالفصيفصة والفصة والفصفصة,يعرف البرسيم علمياً باسم Medicago sativa
الجزء المستعمل من النبات:
الأغصان الغضة بالأزهار والبذور المنبتة.
وقد قال أبو حنيفة أن الفصفصة رطب القت وتسمى الرطبة ما دامت رطبة فإذا جفت فهي القت وهي كلمة فارسية الأصل ثم عربت وهي بالفارسية أسبست,والبرسيم غذاء جيد للحيوانات ويزرع على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم وخاصة في الأراضي الصالحة لزراعته وهو غذاء شهي للحيوانات.
ويستعمل الإنسان منذ القدم البرسيم الغصن الذي لا يزيد ارتفاعه عن عشرة سنتميترات كالغذاء حيث يؤكل طازجاً بعد القطف أو مطبوخاً وفي بعض مناطق المملكة يؤكل في فصل الشتاء حيث أن طعمه لذيذ ومقبول ولا توكل في الصيف حيث يكون مراً جداً وغير مقبول.
وفي جنوب المملكة وبالأخص في بعض مناطق عسير يؤكل في فصل الشتاء وهو صغير ويعرف باسم الوفرة أو الصفوة وعادة يؤكل مع العثرب أو الحميص وتحبه كثيراً النساء الحوامل, وفي بلاد غامد وزهران كان يطبخ وتأكله جميع أفراد العائلة, وفي أوروبا كان يستعمل مع السلطات ويؤكل غضاً بكثرة.
المحتويات الكيمائية:
يحتوي على كاروتينويدز ومن أهمها مركبات هذه المجموعة مركب يعرف باسم “ليوتين” وتربينات صابونية ثلاثية ومن أهمها حمض الجينك وهيديراجنين.
كما يحتوي على أيزوفلافونيدات ومن أهمها جنستين دياديزين بالإضافة إلى كوميسترول وليوسيرتول وساتيفول, كما يحتوي على تربينات ثلاثية ومن أهمها ستجما ستيرول وسبينا سترول وكذلك جلوكوزيدات سيانوجينية, أما البذور فتحتوي على كنافيين (canavaine) وبيتين (Betaine) وستكادرين وهوموستكادرين وترايجونيللين وزيوت دهنية.
وهو غني بالفيتامينات والمعادن والمواد الغذائية المفيدة، ويستعمل على نطاق واسع وهو من الأعشاب الآمنة الإستعمال، حيث يؤخذ ملء ملعقة من مسحوق أوراق النبات ويسف ويشرب بعده قليل من الماء أو يمزج مع نصف كوب من الماء ويشرب مباشرة حيث يقوم بتأثير مضاد للسموم في الجسم ومن أهمها الرصاص.
ماذا قال عنه الطب القديم؟
يقول داود الانطاكي في تذكرته: يسبب اخصاب البدن وتسمينه وغزارة اللبن وإدرار الطمث، أن أديم سفه بالسكر، خصب البدن وسمن المبرودين والمحرورين وعزر اللبن وادر الطمث خصوصاً إذ استعمل في الحمام أو بعد الخروج منه,مسمن ومحسن الألوان يحلل الأورام إذا دق وعجن بالعسل حل الأورام الباردة
أما ابن البيطار في فيقول: إذا طبخ ودق حتى يصير مثل المرهم ويضمد به اليدان التي بها رعشة كل يوم مرتين فإنها تبرئها بإذن الله,ويقول أن النبات الرطب الطازج يلين البطن وينفع السعال وخشونة الصدر.
ويقول الصينيون أن ما هو مفيد للحيوان فإنه مفيد للإنسان, كما كانوا يرون حيواناتهم تتناول البرسيم بشهية فائقة فقد اهتموا بتحضير الأوراق الغنية والغضة وبدءوا يستخدمونها لفتح الشهية ومعالجة مشاكل الهضم كالقرحات
أما الهنود فكانوا يعالجون القرحات بالبرسيم ويصفونه أيضاً لمعالجة إلتهاب المفاصل وإحتباس البول
وكان العرب يطعمون جيادهم بالبرسيم مقتنعين أنه يجعلها أسرع وأكثر حيوية ويعرفونه بأنه أصل جميع الأغذية
وقد أعطاه الأسبان اسم Alfalfa, تعتبر أسبانيا أول من أدخل البرسيم إلى أمريكا وهو الآن أحد نباتات الأعلاف الأكثر شعبية في سهول ال Medwest, وعلى غرار الصيد كان الأمريكان يعتقدون هم أن ما هو مفيد للحيوان يناسب الإنسان أيضا لذلك كانوا يستخدمونه لمعالجة إلتهاب المفاصل والدمامل والسرطان والإسقربوط والأمراض البولية والمعوية أما النساء فكن يستخدمنه لإدرار الطمث.
ماذا قال عنه الطب الحديث؟
لقد كشفت بعض الدراسات التي أجريت على حيوانات التجارب أن أوراق البرسيم تسمح بتخفيض معدل الكوليسترول في الدم وكذلك الأمر بالنسبة لترسب الصفائح الدموية على جدران الشرايين وهو السبب الذي يؤدي إلى حد كبير للإصابة بالأمراض القلبية والحوادث الوعائية الدماغية, ورغم أن الدراسات على الحيوان تنطبق نوعاً ما على الإنسان.
فإن إحدى المجلات الطبية ذكرت أن شخصاً كان يتناول البرسيم بكمية كبيرة وكان يعاني من ارتفاع الكوليسترول في الدم فوجد أن معدل الكوليسترول لديه قد تضاءل بشكل ملحوظ,
وقد برهنت بعض الدراسات إلى أن البرسيم يقاوم المواد السرطانية في الأمعاء وكشفت دراسة أخرى نشرت أن البرسيم يحاصر المسرطنات في القولون ويسرع طردها من الجسم,يستعمل البرسيم كمهضم وكموسع للأوعية الدموية, كما يستعمل البرسيم في تخفيف ارتفاع سكر الدم, كما يستعمل كمدر جيد.
ويجب عدم تناول بذور البرسيم حيث أنها تسبب إضطراب دموي ويجب على الحوامل عدم إستخدام البرسيم أثناء الحمل
ويستعمل البرسيم الحجازي في علاج أمراض كثيرة ومنها علاج مرض ويلسون وأبدت الأبحاث على أن فيتامين K الذي تحتويه أوراق البرسيم له تأثير ضد إلتهابات القولون ويعتبر البرسيم مصدراً مهماً لهذا الغرض, يوجد في الأسواق المحلية كبسولات محضرة من أوراق البرسيم والتي تباع في أغلب الصيدليات.
طريقة تحضير جرعات البرسيم هي كالآتي:
يوخذ مقدار ملعقة صغيرة أو ملعقتين من أوراق البرسيم المجففة ثم توضع في فنجان كبير ويصب الماء المغلي عليه ثم يغطى ويترك المزيج ينقع لمدة عشرين دقيقة ثم يشرب على أن لا يشرب أكثر من ثلاثة فناجين في اليوم وذلك لمكافحة الكوليسترول, ويجب عدم إعطاء البرسيم للأطفال دون سن الثانية.