الثقافة العامة والموسوعات الصحيةالرد على أهل البدع والذب عن السنة وأهلهاالعلم والتأصيل الشرعيحجة الأطباء في أحكام الأمور الطبيةسلسلة الرد الشافي على الليبراليين والعلمانيين ومن نحا نحوهم من الملحدينفتاوى الفقير إلى عفو ربه عمر بن يحيى آل دخان

لم يترك لنا نبينا صلى الله عليه وسلم شيئ إلا وعلمنا إياه حتى آداب الخراءة(التمهيد للسلسلة)

سلسلة الرد الشافي على الليبراليين والعلمانيين ومن نحا نحوهم من أذناب الملحدين

لم يترك لنا بينا صلى الله عليه وسلم شيئ إلا وعلمنا إياه حتى آداب الخراءة:

روى الإمام مسلم في صحيحه عن سلمان الفارسي قال: قال لنا المشركون إني أرى صاحبكم يعلمكم حتى يعلمكم الخراءة. فقال: “أجل إنه نهانا أن يستنجي أحدنا بيمينه أو يستقبل القبلة ونهى عن الروث والعظام وقال لا يستنجي أحدكم بدون ثلاثة أحجار.”
فإن النبي صلى الله عليه وسلم علمنا كل شئ ، فحتى الآن لا توجد مسألة ليس لها أصل في الإسلام
كلمة الخراءة كلمة لاتليق وهي من كلام المشركين وليست من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ولا من كلام الصحابة رضي الله عنهم ولا من كلام رواة الحديث رحمهم الله.
وهذا واضح لأي شخص يستطيع القراءة فقط دون الفهم حتى إذا اطلع على الرواية.
يقول السيوطي عن كلمة الخراءة: ((وإنما هو مكسور الخاء ممدود الألف يريد الجلسة للتخلي والتنظيف منه والأدب فيه)) انتهى
وهذه الكلمة أطلقها المشركون و كانت قائمة على أنه لماذا يعلم النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه حتى آداب قضاء الحاجة ، وكانت الكلمة لها منطقين ..
أولا ً: حسدا ً من عند أنفسهم لهذا الدين وهذا النبي الذي يعلم أتباعه كل شئ.

وثانيا ً: أنهم يريدون النيل من النبي ودينه بأنه لا داعي لتعلم مثل تلك الأمور.
وكلامهم هذا يذكرني بافتراء الكفار كعادتهم على أهل الفضل فذكرني ذلك بما قاله قوم لوط الكافرين عن سيدنا لوط –عليه السلام- وآله كما جاء في القرآن الكريم ، قال تعالى: {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ }النمل56

أترون بماذا انتقد قوم لوط آل لوط عليه السلام ، انتقدوهم بالطهارة والتنزه عن إتيان الرجال ، وكانت الطهارة هي سببهم الداعي لطرد لوط وآله من مدينتهم التي تعمل كانت الخبائث!
فقال قتادة عن ما قاله المشركين عن آل لوط: “عابوهم والله بغير عيب” (1)

وأنا هنا لأقول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: عابوه والله بغير عيب.
وهنا نرد ردا ً وافيا ً على تلك الأمور .. وهو تعريف بسيط بالطهارة في ديننا ..

إن في ديننا تنقسم أمور الإنسان إلى ثلاثة أفرع رئيسية وهي:
1- تعامل الإنسان مع ربه سبحانه وتعالى.
2- تعامل الإنسان مع غيره من الناس.
3- تعامل الإنسان مع نفسه.

ولذلك ليس غريبا ً أن نرى أن هناك أشياء تتعلق بالإنسان نفسه فقط ومع ذلك نرى الدين قد تكلم فيها ، إذ أنه لو ترك للإنسان كل شئ حسب هواه لفسدت الدنيا ولأفسد الإنسان نفسه لأن أهواء الناس مختلفة ، وربما يكون هوى شخص في الخير وهوى الآخر في غير ذلك. فكيف نقنن ونهذب تلك الأهواء المختلفة ؟ والجواب بأن يعرف الإنسان الخير لنفسه من خالقه ، قال تعالى: {رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكم}الإسراء54
و إننا –نحن المسلمين- وفخرا ً أقولها إننا في مباحث قضاء الحاجة لدينا ما يدعو للفخر ولا يشين ، ولماذا يدعو للفخر ، سأترك الرد على هذا السؤال بعد ذكر بعض الأشياء البسيطة جدا ً عن آداب قضاء الحاجة والتي يرتضيها العقل ويتقضيها صحة الأبدان وسلامة الأنفس. (4)
1- الإستنجاء عندنا هو إزالة الخارج من النجاسات بعد قضاء الحاجة من أحد السبيلين بعد التأكد من إنقطاع الخبث.
2- يكون الإستنجاء بالماء أو بالحجر.
3- يندب الإستنجاء باليد اليسرى وليست اليمنى لأنها تستخدم في الطعام والسلام وخلافه.
4- ولذلك يسمى الإستنجاء بالإستطابة لأنه يترتب عليه طيب النفس والبدن بعد إزالة الخبائث والتخلص منها ، والتأكد من عدم علقها في ثوب أو بدن.
5- وبذلك يكون الإنسان طاهرا ً في بدنه وثوبه ، فلا تكون رائحته قذرة ولا يستقذر الإنسان غيره فلن تجد مسلما ً يقرف من السلام باليد على مسلم حتى بعد خروجه من الخلاء لما يعرف عن المسلمين في نظافتهم الشخصية.
6- ولو خالف أحد المسلمين هذا الأمر ولم يكن نظيفا ً في نفسه ، فليس حجة على الدين وإنما الدين هو حجة عليه.
7- من آدابنا أننا لا نقضي الحاجة فوق المقابر ، فبعد كونه تشريع في الدين ، فهو حق لما يأخذه الناس في هذه الأمكنة من العظة والتفكر في الآخرة ، فكيف التفكر في الآخرة إذا تعودج الناس قضاء الحاجة في المقابر فيسوء المنظر وتسوء الرائحة في هذه الأمكنة.
8- من آدابنا أننا لا نقضي حاجتنا في الماء الراكد ، فبعد كونه تشريع في الدين ، فهو حق لأن التبول في الماء الراكد من الممكن أن يسبب الكثير من المشاكل للبيئة المحيطة بهذا الماء كتجمع للحشرات وكذلك لكل من يتعامل تعامل مباشر مع هذا الماء.
9- من آدابنا أننا لا نقضي حاجتنا في الاماكن التي يستظل فيها الناس.
10- من آدابنا أننا لا نقضي حاجتنا في الطريق الذي يتخذه الناس.
11- من آدابنا أن لا نقضي حاجتنا في مهب الريح ، حتى لا ترجع الرياح على الثوب أو البدن شيئا ً من الخبث الذي خرج ، وهذا طبيعي وعقلي ومنطقي جدا.

طيب ، لو لم يقل لنا النبي صلى الله عليه وسلم كل هذا ، ولو لم يأمر الدين ويرشدنا إليه في كل هذا ، كيف كان الحال؟ وهل سيكون جميع المسلمون مجمعين على هذا؟
وأقولها مرة أخرى (عابوه والله بغير عيب)….
بقت نقطة واحدة وهي السؤال الذي أجلت الجواب عنه وهو لماذا يدعو للفخر ، هذا لأننا نحن معشر المسلمين أنظف الناس على الكرة الأرضية بتعاليم ديننا الحنيف ، ونحن المسلمين لو قمنا بجميع ما قام في الدين من طهارة لما وجدنا شيئا ً مستقذرا ً في حياتنا.
عابوه والله بغير عيب!!
وأنتهي بقول الإمام السندي في شرحه على سنن النسائي: ((قال الطيبي جواب سلمان من باب أسلوب الحكيم لأن المشرك لما استهزأ كان من حقه أن يهدد أو يسكت عن جوابه لكن ما التفت سلمان إلى استهزائه وأخرج الجواب مخرج المرشد الذي يرشد السائل المجد يعني ليس هذا مكان الاستهزاء بل هو جد وحق فالواجب عليك ترك العناد والرجوع إليه قلت والأقرب أنه رد له بأن ما زعمه سببا للاستهزاء ليس بسبب له حتى المسلمون يصرحون به عند الأعداء وأيضا هو أمر يحسنه العقل عند معرفة تفضيله فلا عبرة بالاستهزاء به بسبب الإضافة إلى أمر يستقبح ذكره في الإجمال والجواب بالرد لا يسمى باسم أسلوب الحكيم فليتأمل.)) انتهى. (5)

المراجع:

(1) تفسير الإمام القرطبي.
(3) شرح سنن النسائي للسيوطي
(4) بتصرف ، كتاب الفقه على المذاهب الأربعة – لعبد الرحمن الجزائري
(5) شرح سنن النسائي للسندي

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى تعطيل حاجب الإعلانات ثم تحديث الصفحة لعرض محتوياتها