قواعد وأصول في الطب حسب ما ذكرها ابن القيم عليه رحمة الله وشرحي لها:
جدول المحتويات
يقول العلامة ابن القيم في كتاب الطب النبوي :
الطب يقوم على ثلاثة قواعد:
1-حِفظُ الصحة.
2-الحِميةُ عن المؤذي.
3-و استفراغُ المواد الفاسدة .
قلت:لا يتم للطبيب دفع المرض إلا بثلاث قواعد رئيسية وهي:
1-معرفة الأسباب للمرض(حِفظُ الصحة).
2-ثم إيقاف هذه الأسباب (الحِميةُ عن المؤذي) .
3-ثم تنظيف الجسم من هذه المسببات وعمل تنقية للجسم من السموم والمواد الحمضية والضارة الموجودة فى الجسم (وهى ما يُطلق عليها ابن القيم إستفراغ المواد الفاسدة).
يقول ابن القيم وأمَّا طبُّ الأبدان.. فإنه نوعان:
1-نوعٌ قد فطر الله عليه الحيوانَ ناطقَه و بهيمَه فهذا لا يحتاج فيه إلى معالجة طبيب، كطب الجوع، والعطش، والبرد، والتعب بأضدادها وما يُزيلها.
قلت:
أي هذه الأمور فطرية موجودة في كل حيوان خلقه الله ترشده إليها غريزته فإذا أحس الإنسان بالجوع .. فليأكل ولا يحتاج في ذلك إلى نصيحة طبيب وكذلك إذا أحس بالعطش .. فليشرب … وهكذا و يكون الإنسان هنا هو طبيب نفسه ويعالج الحالة التي يشعر بها بضدها والعجب من بعض البشر تراه إنحط إلى درجة ما عاد يفهم غريزته فتجده يسأل ويكثر من الإلحاح فيحتاج للطبيب لكي يقول له كم كوب ماء يشربه في اليوم ؟؟؟؟!
وكذلك نجد من الأطباء ممن لم يتعمقوا في العلم ولا عندهم فهم فتجد منهم إصرارا على توجيهنا إلى كم هذه المياه المفروض أن نشربها يوميا
أما ابن القيم قال هذا لا يُحتاج فيه إلى معالجة طبيب ؟؟؟؟
وكيف لم يأخذ في اعتباره إبن القيم أن يذكر لنا كم كوب من الماء
2-والثاني :
ما يحتاج إلى فكر وتأمل،وهو نوعان : إما مادية، وإما كيفية،أعنى إما أن يكون بإنصِبَابِ مادة، أو بحدوث كيفية،والفرقُ بينهما أنَّ أمراضَ الكيفية تكون بعد زوال المواد التي أوجبتها، فتزولُ موادها، ويبقى أثرُها كيفية في المزاج وأمراض المادة أسبابها معها تمدُّها.
قلت:
إذا كان سببُ المرض يبقى معه ليمد في أمد هذا المرض ويزيد من بقائها وحدته، فالنظر في هذا السبب هو الذي ينبغي أن يقع أولاً،ثم في المرض ثانياً،ثم في الدواء ثالثاً والمتأمل في أحوال المرض يجده إما مرض جسد أو مرض فكر.
*فأمراض الجسد (هو ما يُطلق عليها ابن القيم أمراض المادة)
*وأمراض الفكر (هو ما يُطلق عليها ابن القيم أمراض الكيفية في المزاج)
وكل عضو في جسم الإنسان إذا مرض جسديا لفترة زمنية معينة تطول أو تقصر ينتج عنه مرضا فكريا.
*فمرض الكلى .. يؤدي إلى الخوف
*ومرض الكبد .. يؤدي إلى الغضب والحقد
*ومرض القلب .. يؤدي إلى التوتر والعصبية
*ومرض المعدة .. يؤدي إلى الشك والتردد
*ومرض الرئة .. يؤدي إلى الاكتئاب والحزن
يقول العلامة ابن القيم رحمه الله:
وأمراض المادة أسبابها معها تمدُّها .
قلت:
أي أن أمراض الجسد تستمر إذا استمرت الأسباب المادية المغذية لها مثل استمرار وجود دهون على الكبد .. لاستمرار تناول الدهون في الطعام وإذا طالت فترة هذا المرض نجد أنه وحتى بعد التخلص من الدهون الموجودة يبقى الإنسان لفترة متغير في مزاجه من حيث شعوره بالغضب.
ولهذا يقول ابن القيم رحمه الله:
أمراض الكيفية تكون بعد زوال المواد التي أوجبتها، فتزولُ موادها، ويبقى أثرُها كيفية في المزاج
قلت:
وإذا كان سببُ المرض معه فالنظر في السبب ينبغي أن يقع أولاً،ثم في المرض ثانياً، ثم في الدواء ثالثاً وهنا ينبغي للطبيب الحاذق أن يهتم أساساً بمعرفة السبب حتى يعمل على إيقافه ثم معرفة نوع المرض ثم تناول الغذاء المتوازن الذي من شأنه علاج المرض حيث الغذاء هو الدواء والانتقال عنه سوف أفصله بقواعد أخرى بعونه تعالى.
والآن … على مستوى الطب التقليدي هل بالفعل يتم النظر
لأسباب المرض أولا ؟؟أم يتم النظر للمرض والدواء( بدل الغذاء )في أن واحد بصرف النظر عن السبب ؟؟؟
كم من مريض ذهب لإجراء عملية إنزال حصوى من الكلى أو التخلص من خراج في جسمه بمعدل مرة أو مرتين شهريا منذ سنوات هل سأل مرة الطبيب لماذا هذا التكرار والاستمرار ؟ وحاول أن يعرف السبب لإيقافه ؟
أين إذن قول الحبيب” ما أنزل اللهُ مِنْ داءٍ إلا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاء”ً
ليس المقصود هنا شفاء مؤقت … ولكن شفاء كامل
والأمراضُ المتشابهة : هي التي يخرُج بها المزاجُ عن الاعتدال، وهذا الخروجُ يسمى مرضاً بعد أن يَضُرَّ بالفعل إضراراً محسوساً الاعتدال هنا مقصود به التوازن ويحدث المرض عندما يكون هناك عدم توازن في الجسم أو الفكر وتحدث أضرارا محسوسة والغذاء المتوازن هو قائم على الوسطية وإذا ما حافظ الإنسان على التوازن .. حافظ بذلك على صحته الجسدية والفكرية.
يقول العلامة ابن القيم عليه رحمة الله الأمراض البسيطةُ :
البارد، والحار، والرَّطب، واليابس
قلت :
يرجع ابن القيم هنا إلى نفس نظرية الأضداد التي تقول أن:البارد عكس الحار … والرطب عكس اليابس.
ومقصود ابن القيم هنا: أن الأمراض البسيطة تأتي من إفراط وميل في اتجاه واحد مثل أن يفرط الإنسان في تناول الطعام الرطب في مزاجه (فاكهة عصائر سوائل سلطة مشروبات غازية……) فيكون بذلك عنده إفراط في النوع الرطب ويتم العلاج بإيقاف السبب و الإتجاه أكثر لليابس.
يقول ابن القيم عليه رحمة الله الأمراض المركَّبةُ :
الحارّ الرَّطب، والحار اليابس، والبارد الرَّطب، والبارد اليابس
قلت:
وهنا يقصد بالأمراض المركبة أي المعقدة في تركيبها وهي تأتي بسبب التأرجح المستمر بين الأضداد.
بأن يُفرط الإنسان في تناول الطعام الرطب وفي نفس الوقت يُفرط في تناول الطعام الحار فيأكل فاكهة وسوائل بإفراط … وفي نفس الوقت يأكل لحوم ودهون بإفراط.
هذا من شأنه أن يؤدي إلى مرضين معقدين عكس بعضهما مثل تضخم في عضلة القلب بسبب الإفراط في الفاكهة والسوائل.
وأيضا تصلب في شرايين القلب بسبب الإفراط في اللحوم والدهون.
وعلاج الأمراض البسيطة التي تميل إلى طبيعة واحدة أسهل وأسرع من علاج الأمراض المركبة المعقدة وهي لا يتقنها ولا يفهمها إلا المتمكن المخضرم والمحنك من الأطباء
والله أعلم والحمد لله رب العالمين