العقيدة والتوحيد ومنهج الطائفة المنصورةالعلم والتأصيل الشرعيقسم المرأة و الطفل

ضرورة تعليم الصبيان التوحيد والسنة والبدء بهما

من كتاب ( الجامع في أحكام وآداب الصبيان ) (كتاب العلم) (ص140-148)
[باب العلم الذي يؤمر به الصبيان]

2- تَعليمُ الصِّبيانِ التَّوحيدُ والسُّنَّةُ
والبَدءُ بِهما قَبل تَعليمهم القُرآن

التّوحيد أوّل ما يُبدأ بتُعليمه للصَّبِيّ من العُلوم؛ حتى ينشأَ مُوحِدًا سُنيًا لا تضرّه الأهواء، ولا البدع، ولا المناهج المُنحرفة الهدَّامة بإذن الله تعالى.

والبدء بالتَّوحيد منهج الأنبياء عليهم الصَّلاة السَّلام، وعليه سار السَّلف الصَّالح في تعليم أبنائهم،ومن الأخطاء الشَّائعة في التَّربيةِ عند كثيرٍ من المربين:
الغفلة عن تعليم الصَّبيان التَّوحيد والعقيدة السَّلفية الصَّحيحة، التي كان عليها الرَّعيل الأول من القُرون الثَّلاثة المُفضَّلة.

ولهذا ترى كثيرًا من الأولادِِ مُولعين بِحُبّ أعداءِ التَّوحيد والسُّنّة من الكفرة وغيرهم، فلا يعرفون ولاء ولا براء، ولا سُنّة ولا بدعة، همج رعاع أتباع كُلّ ناعقٍ، سُرعان ما تدخل عليهم الشُّبهات أو الشَّهواتِ؛ لأن القُلوب خاويةٌ من نور التَّوحيد والسُّنة، فسرعان ما تتأثر بما يُناقضها.

ومما جاء في اهتمامِ الأنبياء عليهم السَّلام ومَن كان بعدهم على اتباعهم بتعليم أولادهم التَّوحيد والعقيدة الصَّحيحة:

305-وصيّة إبراهيم – خليل الرَّحمن – ويعقوب عليهما السّلام بَنِيهم بالتَّمسُّكِ بالتَّوحيدِ كما أخبرنا ربُنا تبارك وتعالى عنهما بذلك فقال: {وَوَصَّى بِهَآ إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَابَنِىَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}[البقرة/132]

306- وبها وصَّى يعقوب عليه السَّلام بنيه عند الموت كما قال تعالى: {أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}

307- وهي وصيّة لقمان لابنه كما قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }[لقمان/13]

308- عن جُندبِ بن عبدالله رضي الله عنه قال :’كنَّا معَ النَّبيِّ صلَّى اللَّه ُعليهِ وسلَّمَ ونحنُ فتيانٌ حزاورةٌ فتعلَّمنا الإيمانَ قبل َأن نتعلَّمَ القرآنَ ثمَّ تعلَّمنا القرآنَ فازددنا بِه إيمانًا’ [رواه ابن ماجه (61)، وعبدالله بن أحمد في “السنة” ( 799 ) ، وابن منده في “الإيمان” (208)، والبيهقي في “الكبرى” (3/120)، واللفظ له، وإسناده صحيح، انظر “مصباح الزجاجة” (23)] [الغريب] الحزاورة: جمع الحَزْوَر، ويُقال له: الحَزَوَّر بتشديد الواو، و هو إذا قارب أن يبلغ كما في غريب ابن قتيبة (3/758) ].

309- عن عبدالله بن عُمر رضي الله عنهما قال: لقد عِشنا بُرهةً من دَهرِنَا، وإن أحدنا ليؤتى الإيمان قبل القرآن، وتنـزِلُ السُّورة على محمدٍ صلى الله عليه وسلم فنتعلَّم حلالها وحرامها, وما ينبغي أن يُوقفَ عنده مِنها, كما تتعلّمون أنتم اليوم القُرآن, ولقد رأيت اليوم رِجالاً يُؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان, فيقرأ ما بين فاتحتِهِ إلى خاتمتِهِ, ما يدري ما آمره، ولا زاجره, ولا ما ينبغي أن يُوقف عنده منه, وينثُرُه نثرَ الدَّقَلِ.
[رواه ابن منده في “الإيمان” (207)، والحاكم (1/35)، والبيهقي في “الكبرى” (3/120)، وصححه: ابن منده، و الحاكم] [الغريب: (الدّقل): هو رديء التمر ويابسه]

310- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كُنتُ خَلفَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم يومًا.
فقال: ((يا غُلامُ ! إني أُعَلِّمُكَ كَلِماتٍ، احفَظِ اللهَ يَحفَظكَ، احفَظِ اللهَ تجِدهُ تُجَاهَك، إذا سألتَ فاسألِ اللهَ، وإذا استَعَنتَ فاستَعِن باللهِ،واعلَم أنَّ الأُمَّةَ لو اجتَمَعَت على أن يَنفعُوك بشيءٍ لم يَنفَعُوكَ إِلا بشيءٍ قد كَتَبَهُ اللهُ لَكَ،وإن اجتَمَعُوا على أن يَضُرُّوكَ بشيءٍ لم يَضُرُّوكَ إلا بشيءٍ قد كَتَبَهُ الله عليك، رُفِعتِ الأَقلامُ، وجَفَّتِ الصُّحُفُ.))
[رواه ابن وهب في “القدر” (28)، وأحمد في “مسنده” (1/293، 303،، 307)، والترمذي (2516) وأبو يعلى في “مسنده” (2556)، والطبراني في “الكبير” (11560و12988) و”الأوسط” (5417)، وابن السُّنِّي في “عمل اليوم والليلة” (425) (باب ما يوصى به الغلام إذا عقل)، والحاكم في “المستدرك” (3/541-542) قال الترمذي رحمه الله: هذا حديث حسن صحيح. وقال ابن منده رحمه الله: لهذا الحديث طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما وهذا أصحها. وقال ابن رجب “نور الاقتباس” (ص30): إسناده حسن لا بأس به]

311- عن أبي الأسود: أن الزُّبيرَ بن العوام رضي الله عنه أسلمَ وهو ابن ثمانِ سِنين, فجعلَ عمَّه يُعذّبه بالدُّخانِ كي يتركَ الإسلامَ، فيأبى الزُّبير، فلمّا رأى عمّه أنه لا يترك، تركه. [“تاريخ ابن أبي خيثمة” (390)]

312- عن حمّاد بن زيدٍ (179هـ) رحمه الله قال: كُنت في الكُتَّاب، وأنا صغير عليّ ذُؤابة، فجاء عَمرو بن عُبيد [ المبتدع إمام المعتزلة ] حتى وقف على رأسي، فقال: يا غُليّم، ما تقول في الدَّعوة ؟ فقلت: أمّا الدَّعوة فعامّة، وأما المِنَّة فخاصّة.
فجرَّ بذؤابتي، فقال: علَّمُوك الكُفرَ صغيرًا. [ابن الأعرابي في “معجمه” (940)] قلت: قوله:”الدَّعوة عامّة” أي الدّعوة للإسلامِ والهُدى، فهي عامّة للنَّاسِ كُلّهم، وأمّا المِنّة بالهدايةِ والتَّوفيق لهذا الهدى، فهي لمن خصّهم الله تعالى في سابقِ قَدَرِهِ بالهدايةِ.
وهذا على خلاف مذهب المعتزلة نفاة القدَرِ؛ ولهذا وصف إمام المعتزلة عَمرو بن عُبيد كلام الغلام بالكُفرِ، إذ إنّه أثبت القدَرِ الذي يكفرون به. والله أعلم.

313- عن أُمّ بكر بنت المِسْوَر: أن المِسور (64هـ) سمع ابنًا له وهو يقول: أشركتُ باللهِ، – أو كفرتُ باللهِ – فضربه، ثم قال: قُل: استغفر الله، آمنت بالله، ثلاثًا. [ابن أبي شيبة (4/1/21/144)]

314- قال عبدالرحمن بن عُمر الأصبهاني: سمعت عبدالرحمن بن مَهدي (198هـ) يقول لفتىً من ولدِ جعفر بن سُليمان: مكانك، فقعد حتى تفرّقَ النَّاس. ثم قال: تعرف ما في هذه الكورة [يعني المدينة] من الأهواء، والاختلاف؟ وكُل ذلك يجري مِنّي على بال رضي إلا أمرك وما بلغني. فإن الأمر لا يزال هيّنًا ما لم يصر إليكم – يعنى السُّلطان – فإذا صار إليكم جلَّ وعظُم.
فقال: يا أبا سعيد ، وما ذاك ؟! قال: بلغني أنك تتكلّم في الرَّبِّ تبارك وتعالى وتصفه وتُشبِّهه!
فقال الغلام: نعم – فأخذ يتكلّم في الصِّفة.
فقال: رُوَيْدَك يا بُنَي حتى نتكلم أوّل شيءٍ في المخلوقِ، فإذا عجزنا عن المخلوقات فنحنُ عن الخالقِ أعجز و أعجز.
أخبرني عن حديث حدَّثنيه شُعبة عن الشيباني قال: سمعت زرًّا قال: قال عبدالله في قوله: {لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} [النجم/18]قال: رأى جبريل له ستمائة جناح ؟ قال: نعم. فعرف الحديث.
فقال عبدالرحمن: صفّ لي خلقًا من خلق الله له ستمائة جناح فبقى الغلام ينظر إليه. فقال عبدالرحمن: يا بُنَيّ، فإني أهوِّن عليك المسألة، وأضع عنك خمسمائة وسبعة وتسعين، صف لي خلقًا بثلاثة أجنحة، ركِّب الجناح الثالث موضعًا غير الموضعين اللذين ركِّبهما الله حتى أعلم.
فقال: يا أبا سعيد، نحن قد عجزنا عن صفة المخلوق، ونحن عن صفةِ الخالقِ أعجز وأعجز، فأُشْهِدك إني قد رجعتُ عن ذلك، وأستغفر الله.
[“شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة” اللالكائي (932) و”الحلية” (9/8)]

315- عن أبي حازم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: يُسلَّطُ الدَّجالُ على رَجلٍ من المسلمين فيقتله، ثم يُحييه ثم يقول: ألست بربكم ؟ ألا ترون أني أُحيي وأميت ؟ والرَّجلُ يُنادي: يا أهل الإسلام، بل عدوّ الله الكافر الخبيث، إنَّه والله لا يُسَلَّط على أحدٍ بعدي.

قالوا: كُنّا نَمرُّ مع أبي هريرة رضي الله عنه على مُعلِّم الكُتَّاب، فيقول: يا مُعلِّم الكُتَّابِ، اجمع لي غِلمانك، فيجمعهم، فيقول: قل لهم: فلينصتوا،أيّ بني أخي، أفهموا ما أقولُ لكم، أما يُدركنَّ أحدٌ منكم عيسى ابن مريم، فإنّه شابٌ وضيء أحمر، فليقرأ عليه من أبي هريرة السَّلام فلا يَمرُّ على مُعلّم كُتَّابٍ إلا قال لغلمانه مثل ذلك. [“ابن أبي شيبة (19368) (ما ذُكر في فتنة الدجال)]

316- عن الميموني قال: قلت لأحمد بن حنبل (241هـ): يا أبا عبدالله، لما أُخْرِجَت جنازة ابن طِراح [الجهمي], جعلوا الصِّبيان يصيحون: اكتب إلى مالك – يعني خازن النَّار – قد جاء حطبُ النَّارِ. قال فجعل: أبو عبدالله يسترَّ، وجعل يقول: يصيحون يصيحون.
[“السنة” للخلال (1768)].
قلت: حُذِّروا وهم صِبيان من هذا الجهمي، فلمّا مات وحُمِلت جنازته، فرحوا بموته، وجعلوا يصيحون بذلك.

317- قال علي بن الحسين بن حبان: وجدت في كتاب أبي بخطِّ يده قال: أبو زكريا إبراهيم بن خثيم بن عراك بن مالك قد سمعت منه، كان ها هنا على السِّيب يصيح به الصبيان: ذا كلاس [لقب لرجل] لم يكن ثقة، ولا مأمونا، رجل سوء خبيث, [تاريخ بغداد (6/64)]

318- قال ذو النّون المصريّ: مررت بأرضِ مصر، فرأيت الصِّبيان يرمون رُجلاً بالحِجارةِ، فقلتُ لهم: ما تُريدون منه ؟
فقالوا: يزعمُ أنه يرى الله عزَّ وجلَّ …[“عُقلاء المجانين” للضّراب (14)]

285- قال أبو بكر المالكي في [“رياض النفوس” (2/425)] في ترجمةِ أبي بكر يحيى بن خلفون المؤدِّب الهراوي (347هـ)، كان من أقرئ أهل زمانِهِ، وكان فاضلاً، رحمه الله وكان قد ابتُلي برجُلٍ مشرقيّ يقف بإزاء كُتَّابه فيسُبّ أبا بكر وعمر رضي الله عنهما ليَنْكيه بذلك ويغيظه، فلما أكثر عليه من ذلك قال لصبيانه: إذا أقبل فأخبروني، فلمّا أقبل أخبروه، فقام فاستخفى في زاويةٍ من زوايا الكُتّاب، وقال لهم: إذا وقف وسبّ ابتدروه، وأدخلوه الكُتَّاب.
فلما أقبلَ على العادةِ، وثبَ عليه الصبيان، فأدخلوه الكُتابَ، وجعلوا رجليهِ في الفلقةِ، فلما فعلوا ذلك قال لهم الهواري: ارفعوا أصواتكم بالقراءة، وقِفُوا بالبابِ، وارفعوا ألواحكم، ففعل ذلك الصِّبيان، وأقبلوا يصيحون لكيلا يعرف أحدٌ بذلك،
ثم ضربه المؤدِّب ضربًا عظيمًا حتى أدماه، وضربه الرَّأس والظَّهر،
فلما أعيا وكَلَّ، قام إليه الصبيان فقالوا: يا مُؤدِّب قد نِلت أنت سهمك مِن ضَربه، فدعنا نحن ننال من ضربِهِ مثل ما نلتَ أنتَ،
فقال لهم: دونكم، فقاموا إليه، فضربه كُلّ واحدٍ منهم ما قدر عليه، فلما لم يبق منه مِفصلٌ صحيح، أخذوه بيد ورجل فرموه في الزُّقاق ..
قلت: ولأهمية البدأ بتعليم الصِّبيان التَّوحيد والسُّنّة ألّف الشَّيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله رسالة في هذا الموضوع؛ قال في مقدِّمتها: هذه رسالة نافعة فيما يجب على الإنسان أن يُعلِّم الصّبيان التّوحيد قبل تعليمهم القرآن، حتى يصير إنسانًا كاملاً على فطرةِ الإسلامِ، جيّدًا على طريقة الإيمان ورُتبتهِ .. اهـ
قلت: فإذا نشأ الصَّبيّ على التّوحيد الصَّحيح والسُّنّة الصّحيحة التي لا تشوبها الأهواء ولا البدع ولا المناهج المنحرفة؛ لم تضره الأهواء والبدع بإذن الله تعالى.

287- قال مُطرِّفُ بن عبدالله بن الشِّخير رحمه الله: كُنّا نأتي زَيْد بن صوحان، وكان يقول: يا عبادَ اللهِ أكرموا، وأَجْمِلوا، فإنّما وسيلة العبادِ إلى الله بخصلتين: الخوف، والطَّمع. فأتيته ذات يومٍ وقد كتبوا كتابًا فنسقوا كلامًا من هذا النّحو:
إن اللهَ رَبُّنا، ومحمدًا نبينا، والقرآن إمامُنا، ومن كان معنا كُنَّا وكُنّا، ومن خالفنا كانت يدنا عليه وكُنَّا وكُنَّا، قال: فجعلَ يعرضُ الكتابَ عليهم رَجلاً رجلاً، فيقولون: أقررت يا فُلان حتى انتهوا إليّ، فقالوا: أقررت يا غُلام ؟قلت: لا. قال: لا تعجلوا على الغُلام، ما تقول يا غلام ؟قال: قلتُ: إن الله قد أخذَ عليّ عهدًا في كتابهِ فلن أُحدِثَ عهدًا سوى العهد الذي أخذه الله عزَّ وجلَّ عليَّ ؟
قال: فرجع القومُ مِن عندِ آخرهم ما أقرَّ به أحد منهم.قال قتادة: قلت: لِمطرف كم كُنتم ؟ قال: زُهاءَ ثلاثين رَجُلاً . [“الحلية” (2/204)] قلت: ومع ثباتِ الصَّبِيّ على التّوحيد والسُّنّة؛ فإنّهم يكونون كذلك عَونًا لآبائِهِم بعد الله تعالى على التَّمسك بها، والثبات عليها في أشدِّ المواقفِ والمِحنِ كما

288- قال محمد بن سُوَيد الطَّحَّان: كُنَّا عند عاصِم بن عليّ، ومعنا أبو عُبيدٍ القاسم بن سلاَّم، وإبراهيم بن أبي الليث وذكر جماعة، وأحمد بن حنبل يُضْرَبُ ذلك اليوم. فجعل عاصم يقول: ألا رجلٌ يقوم معي، فنأتي هذا الرَّجل فنُكلِّمه ؟قال: فما يُجيبه أحدٌ، قال: فقال إبراهيم بن أبي الليث: يا أبا الحُسَين، أنا أقومُ معك.فقال: ياغلام، خُفِّي.
فقال إبراهيم ابن أبي الليث: يا أبا الحُسين، أبلُغُ إلى بناتي، فأوصيهم، وأُجَدِّد بهم عهدًا. فظننّا أنّه ذهبَ يتكَّفن ويتحنّطُ، ثم جاء فقال عاصم: يا غُلام، خُفي، فقال: يا أبا الحُسين، إني ذهبت إلى بناتي فبكين،
قال: وجاء كتاب ابنتي عاصم من واسطٍ: يا أبانا، إنَّه بلغنا أنَّ هذا الرَّجلَ أخذَ أحمد بن حنبل، فضربَه بالسَّوطِ على أن يقولَ: القرآنَ مخلوقٌ، فاتّق الله، ولا تُجبه إن سألك، فو الله لأن يأتِينا نعيك أحبُّ إلينا من أن يأتِينا أنّك قُلتَ القرآن مخلوق.
[“المنتظم” (11/69)، “تهذيب الكمال” (13/514-515]

أصلح الله لنا ولكم الذُّرّية، وثبتنا الله وإيّاكم على الإسلامِ والسُّنّة، وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.

الفقير الى عفو ربه/عمر بن يحيى آل دخان

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى تعطيل حاجب الإعلانات ثم تحديث الصفحة لعرض محتوياتها