بنك الأسئلة والأجوبةيتك الاسئلة الشرعية

صور الحداد

جدول المحتويات

 

السؤال:

سؤال هام ورد إلي من إحدى الإخوة أحببت طرحه هنا لتعم الفائدة

ما حكم وضع صور الحداد السوداء و وضع صور اليد المكتوب فيها رابعة هل هذا يغير مما نحن فيه شيء يرحمك الله ؟

الجواب:

بالنسبة للصورة التي ذكرتها ووضع عليها رابعة العدوية هذا من نفخ نار الفتنة ودعوة الناس للخروج للميادين التي تسفك فيها الدماء وتنتهك فيها الأعراض والعياذ بالله وسوف يحاسبون عليها كل على قدر مسيره من هذه الفتنة ونفخه فيها وقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من الفتن والولوج فيها وأرشدنا إلى القعود عنها والنأي بأنفسنا عن الخوض فيها فقال صلى الله عليه وسلم:(( إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتَنٌ أَلَا ثُمَّ تَكُونُ فِتْنَةٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي فِيهَا، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي إِلَيْهَا. أَلَا، فَإِذَا نَزَلَتْ أَوْ وَقَعَتْ، فَمَنْ كَانَ لَهُ إِبِلٌ فَلْيَلْحَقْ بِإِبِلِهِ، وَمَنْ كَانَتْ لَهُ غَنَمٌ فَلْيَلْحَقْ بِغَنَمِهِ، وَمَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ فَلْيَلْحَقْ بِأَرْضِهِ ” قَالَ فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ أَرَأَيْتَ مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ إِبِلٌ وَلَا غَنَمٌ وَلَا أَرْضٌ؟ قَالَ: «يَعْمِدُ إِلَى سَيْفِهِ فَيَدُقُّ عَلَى حَدِّهِ بِحَجَرٍ، ثُمَّ لِيَنْجُ إِنِ اسْتَطَاعَ النَّجَاءَ، اللهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ؟ اللهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ؟ اللهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ؟» قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ أَرَأَيْتَ إِنْ أُكْرِهْتُ حَتَّى يُنْطَلَقَ بِي إِلَى أَحَدِ الصَّفَّيْنِ، أَوْ إِحْدَى الْفِئَتَيْنِ، فَضَرَبَنِي رَجُلٌ بِسَيْفِهِ، أَوْ يَجِيءُ سَهْمٌ فَيَقْتُلُنِي؟ قَالَ: «يَبُوءُ بِإِثْمِهِ وَإِثْمِكَ، وَيَكُونُ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ» ففي الحديث دلالة على وجوب إعتزال الفتن التي تسفك فيها الدماء الحرام والفرار منها وعدم الخوض فيها فكيف بك إن علمت أن أفعال هؤلاء هو من تأجيج نار هذه الفتن وإشعالها لتحرق الأخضر واليابس والعياذ بالله وكل على قدر خوضه فيها له من الإثم والذنب نصيب

أما فيما يتعلق من تعبيير المرء عن حزنه وأساه فيما يحدث في سوريا مثلا من قتل للمسلمين وإنتهاك لحرمات الله وتجرؤ على شرعه فهذا مما يؤجر عليه حتى لو لم يستطيع أن يغيير من الواقع شيئا فإن جميع الشواهد من الكتاب والسنة التي تدعو المؤمنين إلى التحابب والتراحم ، ومراعاة الأخوة الإيمانية فيما بينهم ، ومنها قوله سبحانه وتعالى : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ } الحجرات/10 ، وقوله صلى الله عليه وسلم : (( مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى ))رواه البخاري (6011) ومسلم (2586) ولو لم يصح حديث (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم) فالشواهد غيره تدل على وجوب إعتناء المسلم بأمور إخوانه المسلمين والإهتمام بما يصلح أحوالهم قدر المستطاع بل هذا الفعل من تغيير المنكر الذي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتغييره بقوله :
من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان)) رواه مسلم .

فإن خيرية هذه الأمة ترنبط ارتباطا وثيقا بدعوتها للحق ، وحمايتها للدين ، ومحاربتها للباطل وإنكاره؛و قيامها بهذا الواجب يحقق لها التمكين في الأرض ، ورفع راية التوحيد ، وتحكيم شرع الله ودينه ، وهذا هو ما يميزها عن غيرها من الأمم ، ويجعل لها من المكانة ما ليس لغيرها ، ولذلك امتدحها الله تعالى في كتابه العزيز حين قال : {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله } ( آل عمران : 110 ) .

فالواجب إنكار المنكر وتغييره كل حسب طاقته وموقعه من الأمة الإسلامية
فإن في أداء هذا الواجب الرباني حماية لسفينة المجتمع من الغرق ، وحماية لصرحه من التصدع ، وحماية لهويته من الانحلال ، وإبقاء لسموه ورفعته ، وسببا للنصر على الأعداء والتمكين في الأرض ، والنجاة من عذاب الله وعقابه .

ولخطورة هذه القضية وأهميتها ؛ ينبغي علينا أن نعرف طبيعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ونعرف شروطه ومسائله المتعلقة به ؛ ومن هنا جاء هذا الحديث ليسهم في تكوين التصور الواضح تجاه هذه القضية ، ويبين لنا كيفية التعامل مع المنكر حين رؤيته .

لقد بين الحديث أن إنكار المنكر على مراتب ثلاث :
أولا: التغيير باليد ،
ثانيا: والتغيير باللسان ،
ثالثا: والتغيير بالقلب ،
وهذه المراتب متعلقة بطبيعة هذا المنكر ونوعه ، وطبيعة القائم بالإنكار وشخصه ، فمن المنكرات ما يمكن تغييره مباشرة باليد ، ومن المنكرات ما يعجز المرء عن تغييره بيده دون لسانه ، وثالثة لا يُمكن تغييرها إلا بالقلب فحسب .

فيجب إنكار المنكر باليد على كل من تمكّن من ذلك ، ولم يُؤدّ إنكاره إلى مفسدةٍ أكبر، وعليه : يجب على الوالي أن يغير المنكر إذا صدر من الرعيّة ، ويجب مثل ذلك على الأب في أهل بيته، والمعلم في مدرسته ، والموظف في عمله ، وإذا قصّر أحدٌ في واجبه هذا فإنه مضيّع للأمانة ، ومن ضيّع الأمانة فقد أثم ، ولذلك جاءت نصوص كثيرة تنبّه المؤمنين على وجوب قيامهم بمسؤوليتهم الكاملة تجاه رعيتهم – والتي يدخل فيها إنكار المنكر – ، فقد روى الإمام البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ((أَلا كُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، فالإِمامُ الذي علَى النَّاسِ راعٍ وهو مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والرَّجُلُ راعٍ علَى أهْلِ بَيْتِهِ، وهو مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والمَرْأَةُ راعِيَةٌ علَى أهْلِ بَيْتِ زَوْجِها، ووَلَدِهِ وهي مَسْئُولَةٌ عنْهمْ، وعَبْدُ الرَّجُلِ راعٍ علَى مالِ سَيِّدِهِ وهو مَسْئُولٌ عنْه، ألا فَكُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ.)) ، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم قد بيّن عاقبة الذين يفرطون في هذه الأمانة فقال :(( مامِن عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً، يَمُوتُ يَومَ يَمُوتُ وهو غاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ، إلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عليه الجَنَّةَ )).
فإذا عجز عن التغيير باليد ، فإنه ينتقل إلى الإنكار باللسان ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( فإن لم يستطع فبلسانه )) ، فيذكّر العاصي بالله ، ويخوّفه من عقابه ، على الوجه الذي يراه مناسبا لطبيعة هذه المعصية وطبيعة صاحبها .

فقد يكون التلميح كافيا – أحيانا – في هذا الباب ، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (( ما بالُ أقوامٍ يقولونَ كذا وَكذا)) ؟  ، وقد يقتضي المقام التصريح والتعنيف ، ولهذا جاءت في السنة أحداث ومواقف كان الإنكار فيها علناً ، كإنكار النبي صلى الله عليه وسلم على أسامة بن زيد – رضي الله عنه – شفاعته في حد من حدود الله ، وإنكاره على من لبس خاتم الذهب من الرجال ، وغير ذلك مما تقتضي المصلحة إظهاره أمام الملأ.

وإن عجز القائم بالإنكار عن إبداء نكيره فعلا وقولا ، فلا أقل من إنكار المنكر بالقلب ، وهذه هي المرتبة الثالثة ، وهي واجبة على كل أحد ، ولا يُعذر شخص بتركها ؛ لأنها مسألة قلبيّة لا يُتصوّر الإكراه على تركها ، أو العجز عن فعلها ، يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه : ” إن أول ما تغلبون عليه من الجهاد : جهادٌ بأيديكم ، ثم الجهاد بألسنتكم ، ثم الجهاد بقلوبكم ، فمتى لم يعرف قلبه المعروف وينكر قلبه المنكر انتكس ” .

وإذا ضيعت الأمة هذا الواجب بالكلية ، وأهملت العمل به ، عمت المنكرات في المجتمعات ، وشاع الفساد فيها ، وعندها تكون الأمة مهددة بنزول العقوبة الإلهية عليها ، واستحقاق الغضب والمقت من الله تعالى .

والمتأمل في أحوال الأمم الغابرة ، يجد أن بقاءها كان مرهونا بأداء هذه الأمانة ، وقد جاء في القرآن الكريم ذكر شيء من أخبار تلك الأمم ، ومن أبرزها أمة بني إسرائيل التي قال الله فيها : { لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ، كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون } ( المائدة : 78 – 79 ) .

وتكمن خطورة التفريط في هذا الواجب ، أن يألف الناس المنكر ، ويزول في قلوبهم بغضه ، ثم ينتشر ويسري فيهم ، وتغرق سفينة المجتمع ، وينهدم صرحها ، وفي ذلك يضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلا رائعا يوضح هذه الحقيقة ، فعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( مَثَلُ القائِمِ علَى حُدُودِ اللَّهِ والواقِعِ فيها، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا علَى سَفِينَةٍ، فأصابَ بَعْضُهُمْ أعْلاها وبَعْضُهُمْ أسْفَلَها، فَكانَ الَّذِينَ في أسْفَلِها إذا اسْتَقَوْا مِنَ الماءِ مَرُّوا علَى مَن فَوْقَهُمْ، فقالوا: لو أنَّا خَرَقْنا في نَصِيبِنا خَرْقًا ولَمْ نُؤْذِ مَن فَوْقَنا، فإنْ يَتْرُكُوهُمْ وما أرادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا، وإنْ أخَذُوا علَى أيْدِيهِمْ نَجَوْا، ونَجَوْا جَمِيعًا)) رواه البخاري .

إن هذا الواجب هو مسؤولية الجميع ، وكل فرد من هذه الأمة مطالب بأداء هذه المسؤولية على حسب طاقته ، والخير في هذه الأمة كثير ، بيد أننا بحاجة إلى المزيد من الجهود المباركة التي تحفظ للأمة بقاءها ، وتحول دون تصدع بنيانها ، وتزعزع أركانها.

ووضع مثل هذه الصور هو نوع من إنكار المنكر ودرجة من درجاته
فهو من إنكار المنكر بالتعبيير عن كرهه له وأساه على المسلمين الذين وقع عليهم هذا المنكر وتعبيرا منه على عدم رضاه بما يحصل من منكر هذا من أعمال القلب ومن إنكار المنكر باللسان إن شاء الله يؤجر عليه المرء مع الإشارة إلى أنه لا يجوز الحداد على الموتى لأنه من أعمال النصارى وهو ليس من ديننا فمن يكتب حداد على الشهداء مثلا
فإنه يأثم لأنه يدعوا لبدعة ولمشابهة النصارى فيما يفعلونه من الحداد على الموتى فلا يجوز فعل هذا لكن قول المرء حداد على ضمائرنا فلا شيئ فيه لأنه عبارة عن تعبير معنوي عن تلك الضمائر التي قد ماتت وهي تشاهد حرمات الله تنتهك ولا تنكر و لاتغيير شيئا ولو بأقل مراتب التغيير والإنكار ألا وهو الإنكار بقلبها والدعاء الصادق والتوبة ليرفع الله مانزل بالأمة
ومثله من قال حداد على ضمائر الإنسانية
أو حداد على الإنسانية

هذا أيضا يدخل في التعبيير المعنوي وحتى لو لم يحصل التغيير للمنكر لعدم القدرة على تغييره فإن المسلم مطالب بالإنكار ولو لم يملك القدر على التغيير فهنا عملان إنكار وتغيير إن لم تقدر على التغيير فأنت قادر على الإنكار ولا تعذر بعدم إنكارك للمنكر إلا إن وصلت لمرحلة عدم القدرة على ذلك ولا أظن أن مسلما يصل لمرحلة عدم القدرة على الإنكار ولو بقلبه وهو أضعف الإيمان ومعناه أنه من لم ينكر ولو بقلبه فإنه والعياذ بالله ليس في قلبه إيمان ولا أضعفه
والله أعلم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى تعطيل حاجب الإعلانات ثم تحديث الصفحة لعرض محتوياتها