أعشاب فعالة في القضاء على الملاريا:
كلمة ملاريا بالإنجليزية ( Malaria) أصلها الكلمة اللاتينية malus aria وبالإيطالية mala aria أي الهواء الفاسد إشارة إلى توالد بعوض الملاريا في المستنقعات والمياه الراكدة،كان القدماء يعتقدون أن الملاريا ينقلها هواء المستنقعات, لهذا كان الإنجليز يسمونها حمى المستنقعات بالإنجليزية:( swamp fever) والعرب يطلقون عليها البرداء لأنها تسبب الرعشة الشديدة.
لقد تم إكتشاف الطفيلي مسبب مرض الملاريا في 6 نوفمبر 1880 في المستشفى العسكري بقسنطينة (الجزائر) من طرف طبيب في الجيش الفرنسي يدعى ألفونس لافيران والذي حاز على جائرة نوبل في الطب والفزيولوجيا لعام 1907 عن إكتشافه هذا.
الملاريا مرض يصاب به الإنسان – دون باقي الكائنات الحية ويسببه طفيلي قاتل تنقله إناث البعوض من النوع أنوفيلس Anopheles ولم يقض على الملاريا في دول نامية كثيرة حيث يسبب مشكلة في دول المنطقة الحارة والمعتدلة بالعالم, ولقد كانت هناك محاولات للقضاء على الملاريا عالميا إلا أنها فشلت لمقاومة البعوض للمبيدات الحشرية ومقاومة طفيليات الملاريا للأدوية,
فالملاريا توجد في 100 دولة و40% من سكان العالم معرضون لخطرها, وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن الملاريا تنتشر في قارة إفريقيا وأمريكا الوسطى والجنوبية وشبه القارة الهندية والشرق الأوسط وبعض بلدان أوروبا وجنوب شرق أسيا وغرب المحيط الهادي إلا أن 90% من الإصابات تتركز في إفريقيا خاصة غرب ووسط وشرق القارة.
وحيث أن هذا المرض من الأمراض الفتاكة فقد أوصت منظمة الصحة العالمية المسافرين إلى المناطق الموبوءة بإستعمال الدواء المناسب مباشرة بمجرد الإحساس بإرتفاع درجة الحرارة (أثناء السفر أو بعده) إلى 38 درجة مئوية أو عند ظهور أي أعراض للملاريا دون الإنتظار لتشخيص الطبيب.
النباتات الشافية بإذن الله من الملاريا:
➖الشيح الصيني:
لو لم يكن لنبات الشيح الصيني تلك الرائحة القوية المنعشة لكان من الممكن الخلط بينه وبين أي نبات آخر.
ولكن خبراء الطب يعتبرون هذا النوع من الأعشاب واسمه العلمي (ارتيميزيا) من أفضل علاجات الملاريا الذي هو واحد من أكبر الأمراض القاتلة في العالم.
وفي لوفوشان في إقليم جوانج دونج بجنوب الصين تم إستخدام هذا العشب الذي تشبه أوراقه نبات السرخس في الطب الصيني قبل أكثر من 1600 سنة.
وما من أحد يعلم كيفية اكتشاف الصينيين لخواص هذا العشب في العلاج ولكن الطبيب جي هونج (283-363 ميلادية) كان أول من تحدث عنه .
يقول تشانج شاو بينج من شركة تنتج أنواع العلاج المعتمدة على توليفات مادة الأرتيميسينين (لم يعثر جي هونج أبدا على إكسير ولكنه اكتشف الكثير من الأدوية العشبية وكان أول من سجل خواص الأرتيميسينين).
ومادة الأرتيميسينين هي مركب يحارب الملاريا ويستخرج من هذا العشب و يستخدم في معالجة المرض المسبب للحمى والقيء وآلام في الجسم والإسهال والأنيميا وقلة التركيز والهذيان والتشنجات والغيبوبة ثم الوفاة في نهاية الأمر.
وتتدهور حالة الأطفال والسيدات الحوامل على وجه الخصوص سريعاً بسبب ضعف جهاز المناعة كما أن الأطفال الرضع يمكن أن يتوفوا خلال 24 ساعة من إصابتهم بالمرض ما لم تتم معالجتهم,
وتوصي منظمة الصحة العالمية بإستخدام الأرتيميسينين إلى جانب أدوية أخرى أو أشكال العلاج المعتمدة على توليفات الأرتيميسينين لإبطاء تكون أي مقاومة من طفيل الملاريا,
وتجرى بحوث مكثفة للتوصل إلى دواء فعال مضاد للملاريا وفي الوقت ذاته يسبب الحد الأدنى من الأعراض الجانبية,
ويسبب المرض وفاة أكثر من مليون شخص سنويا أو شخص كل 30 ثانية، ويقع ضحيته ما بين 300 و500 مليون مريض.
وتحدث 90 في المائة من الوفيات في منطقة جنوبي الصحراء الإفريقية, وتعتبر منظمة الصحة العالمية الملاريا ومرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) أكثر المشكلات الصحية تدميرا في الوقت الراهن إذ يسببان وفاة أربعة ملايين شخص سنويا.
وتمثل إفريقيا والكثير من أجزاء آسيا وأمريكا الجنوبية منذ فترة طويلة مراتع خصبة لطفيل الملاريا ولكنها ليست مشكلة بالنسبة للدول الفقيرة فحسب؛ إذ إنه حتى الدول الأكثر تقدماً التي تنشر قوات في مناطق بعيدة وعادة ما تكون ممتلئة بالبعوض تبحث عن أفضل علاج للمرض,
ومما يزيد من الحاجة العاجلة للتوصل إلى علاج هو عدم وجود لقاح ضد طفيل الملاريا الذي أصبح يقاوم مواد معروفة مضادة للملاريا مثل الكلوروكين والبيريميثامين.
كانت مادة الكينين المستخرجة من لحاء شجر الكينا بأمريكا الجنوبية وتستخدم منذ أكثر من 160 عاماً العلاج الأمثل حتى أوائل القرن الحادي والعشرين عندما حل الأرتيميسينين محلها في تجربة جنوب شرق آسيا للكينين والأرتيميسينين المثيرة للجدل التي أجريت من يونيو حزيران عام 2003 حتى مايو أيار عام 2005م.
وفي هذه التجربة الإكلينيكية الأكبر على الإطلاق على المرضى المصابين بملاريا حادة قسم الأطباء في الهند وبنجلادش وإندونيسيا وميانمار ألفي مريض مصابين بملاريا حادة إلى مجموعتين، الأولى تعالج بالأرتيميسينين والثانية بالكينين.
قال ارجين دونجورب متحدثا عن التجربة في مؤتمر عن مكافحة الملاريا (اضطررنا لوقف التجربة بسبب الفارق الكبير في الوفيات بين المجموعتين).
وتوفي 20 في المائة من المرضى من المجموعة التي عولجت بالكينين في حين أن 15 في المئة توفوا من المجموعة التي عولجت بالأرتيميسينين.
وقال (الأرتيميسينين أفضل من الكينين في كل المجموعات الفرعية للمرضى المصابين بالملاريا الحادة. الأرتيميسينين هو الاختيار الأمثل لعلاج الملاريا الحادة).
ولم يبدأ الجيش الصيني حملة بحث مكثفة لعلاج جيد للملاريا قبل أواخر الستينات من القرن الماضي وحينئذ تمكن علماء البلاد من إكتشاف تلك المادة المضادة للملاريا الموجودة في نبات الشيح الصيني أي مادة الأرتيميسينين.
والصين الموطن الأصلي لنبات أرتيميزا أنوا تصدر الآن أشكال العلاج المعتمدة على توليفات الأرتيميسينين إلى الكثير من الدول التي تعاني من انتشار الملاريا بها, ويجري وضع خطط لتصدير تكنولوجيتها وخبرتها إلى دول افريقية تمثل فيها الملاريا أكبر سبب للوفاة وتحتاج للدواء لمكافحته.
يقول علماء العصر الحديث عن هذا العشب إنه قادر على السيطرة على الحمى الشديدة التي تسببها الملاريا خلال أقل من ساعتين في بعض الحالات.
2➖الكيناCinchona:
الكينا شجرة دائمة الخضرة يصل إرتفاعها إلى 25متراً لها لحاء محمر وأوراق كبيرة يبلغ طولها حوالي 50سم والمواطن الأصلي لنبات الكينا المناطق الجبلية المدارية في أمريكا الجنوبية وخاصة البيرو، وتزرع حالياً في الهند وجاوه وبعض البلاد الإفريقية، ويجب أن نفرق بين هذا النبات وبين النبات الذي يزرع في السعودية تحت اسم الكينا أو الكافور، حيث لا يوجد أي علاقة بين النباتين، والجزء المستخدم من النبات هو القشور، يعرف النبات علمياً باسم Cinhona officinalis تحتوي الكينا على قلويدات كوينوليه وأهم قلويدات هذه المجموعة الكينين والكينيدين ومجموعة أخرى من القلويدات تسمى قلويدات الأندول ومن أهم مركباتها سيكونامين، كما تحتوي على جليكوزيدات ثلاثية التتربين مرة وحمض العفص وحمض الكينين.
ومن أهم استعمالات قشور الكينا أنها مضادة للملاريا ويوجد منها علاج على هيئة مستحضر يسمى ريزوكين، كما أنها مضادة للتشنج ومضادة للجراثيم وقابضة وتخفض الحمى ومقوية وفاتحة للشهية، وقد إستخدم مركب الكنين كعلاج للملاريا بديلاً للمستحضر الكيميائي كلوروكين.
3➖الحبة السوداء:
أكدت كثير من التجارب السريرية فعالية الحبة السوداء,في القضاء على الملاريا وقد أعلن طبيب سعودي أن 34 حالة لمرضي الملاريا في الصومال تم علاجهم بواسطة الحبة السوداء، وكانت نسبة الشفاء 95 %، فيما جاءت نتائج علاج 34 حالة بالدواء التقليدي “الكلورو كوين” بنسبة 74%، مشيراً إلى أن ذلك يعطي دلالة على فعالية الحبة السوداء في علاج الملاريا.
وأوضح الدكتور خالد عسيري إستشاري طب المجتمع بالشؤون الصحية بالحرس الوطني بجدة نائب رئيس المؤتمر الدولي للطب النبوي أن مرض الملاريا يعد مستوطناً في منطقة جازان، مما يعني إمكانية علاج الحالات بواسطة الحبة السوداء.
4➖الثوم مع العسل :
ظهر لدي من خلال أبحاث كثيرة على عدد لا يستهان به من المرضى المصابين بالملاريا أن خلط أربع رؤوس من الثوم مع عسل نبات السمر والطلح وأخذ ملعقة كبيرة ثلاث مرات يوميا بعد الوجبات وشرب 2كوب من الماء ورائها له قدرة قوية في القضاء على الملاريا بإذن الله تعالى ومحاربة هذا المرض.
نصائح ضرورية للوقاية من المرض:
-الحذر من لدغ البعوض عن طريق إرتداء الملابس الطويلة وتغطية معظم أجزاء الجسم وإستخدام مواد طاردة للبعوض وصواعق الحشرات بأنواعها المختلفة , النوم تحت شباك واقية (ناموسية السرير Bed net) في حالة المعيشة في غرف غير مكيفة أو لا تحتوي على نوافذ مثبت عليها أسلاك واقية للحشرات, ونقع الناموسية السرير في مبيد برميثرين Permethrin لمنع البعوض من الإقتراب منه.
– الرش الدوري للمصارف والبرك بالمبيدات أو الكيروسين لقتل يرقات البعوض.
-تربية الأسماك كالبلطي وغيره من الأسماك والضفادع لتلتهم يرقات البعوض في المياه الراكدة.
– يمكن استعمال خليط من زيت الليمون والكافور أو زيت السترونيلا لدهان المناطق المكشوفة بالجسم.
-إستعمال الدهانات والسبراى الطاردة للحشرات على الملابس والأماكن المكشوفة من الجسم قبل الخروج لهذه المناطق.
– عدم المشي على المسطحات الخضراء عقب حلول الظلام.
– الأدخنة لطرد البعوض من حدائق المنازل ويوجد لوالب ُمدخنة يمكن إستعمالها في الأماكن المكشوفة.. يتم تسخين سخان كهربائي لتبخير أقراص المبيدات النباتية أغلبها مركبات نباتية أهمها البيرثرم.
لطرد البعوض من الأماكن المغلقة:
➖ استخدام صواعق للحشرات أو اللمبات الحرارية الطاردة للبعوض في الأماكن العامة والمحلات والنوادى.
➖تجنب إستعمال الملابس الداكنة اللون حيث أنها تجذب البعوض.
➖ تناول عقاقير مضادة للملاريا للوقاية من الإصابة في فترة تعرض الإنسان للدغ البعوض إلا أن ظهور سلالات من الملاريا مقاومة للعقاقير المستخدمة يجعل المشكلة أكثر تعقيداً.
هناك أبحاث تجري لمحاولة الحصول على أمصال مضادة وتوليفات جديدة من العقاقير للتغلب على مشكلة السلالات المقاومة التي تظهر بين الحين والآخر ولكن لن يكون ذلك متاحاً قبل مرور سنوات.
➖ تجنب إستعمال العطور وكريمات ما بعد الحلاقة حيث أنها تجذب البعوض.
➖تغطية الأذرع خاصة في المساء ومن الشائع أن البعوض يهاجم منطقة القدم.
➖تجنب الخروج إلى المناطق المكشوفة بعد الغروب وحتى طلوع الفجر فإن كان لزاماً فوسائل الوقاية ضرورية.
➖تتغذى أنثى البعوض على دم الإنسان ولا تستطيع إنتاج البيض وإنضاجه إلا بعد إمتصاص الدم لذلك فإن حماية الإنسان من لدغ البعوض يساهم إلى حد كبير في الإقلال من تعداده ويصبح من الضرورى المعيشة في غرف ذات فتحات محمية بسلك مانع للحشرات, لعدم التعرض للدغ البعوض حتى لا يتمكن من وضع البيض عندما لا يجد دماً متاحا له.
➖ وقد ينتقل المرض من دم أشخاص مصابين عن طريق نقل دمهم,أو من الأم المصابة إلى الجنين قبل أو أثناء الولادة أو عن طريق إستخدام سرنجات ملوثة.
➖و أخيرا… لنقضي على الملاريا لابد أن نقوم بتغيير الصفات الوراثية لكل منهما “البشر و البعوض” لمقاومة طفيل الملاريا فنحتاج جينات تجعل البعوض يقاوم عدوى الملاريا، وإيجاد جينات تتدخل في عملية نمو الطفيليات المسببة للملاريا في بطن معدة البعوض..وحتى لا تتم الطفيليات دورتها الحياتية يجب عليها ألا تدخل أجسام البعوض أو البشر.
وبعض العلماء يعتقدون أنه لن يتم التوصل إلى مصل مضاد للمرض قبل عشرين عاما, وقد استغرقت عملية فك شفرة الخريطتين الجينيتين ستة أعوام لأن الفهم الكامل لتركيبة الخريطة الجينية لهذا المرض والخريطة الجينية للبعوضة الناقلة له سيؤدي إلى تصنيع عقّارات ناجعة لعلاجه وإيجاد سبل جديدة لمقاومته, ومعرفة الخارطة الوراثية قد تساعد الباحثين على تحديد الجينات الموجودة داخل جسم الحشرة المسؤولة عن إحتضان الطفيليات, فتم تعديل البعوض وراثيا لمنعه من نقل طفيليات الملاريا.
وحاليا..لا يوجد ً مصل واق أو مضادة للملاريا لإختلاف طبيعة الطفيل عن الأمراض الأخرى كأمراض الفيروسات أوالبكتريا لأن إنتاج مصل مضاد للملاريا عملية معقدة وهناك مشاريع بحثية لكن لا توجد مؤشرات إنتاج مصل مضاد لها خلال العدة سنوات لقادمة,ويعتقد قاطنو المناطق الموبوءة أن بلادهم خالية من هذا المرض نظراً لمناعتهم الجزئية, لكن الغرباء يمرضون لعدم ونقص المناعة.