حكم العلاج بما يسمى بطاقة الأحجار الكريمة
يدعي أهل هذا العلاج بأن الأحجار الكريمة والبلورات لها خصائص سرية تحسن صحة البدن والنمو الروحي والاستقرار النفسي وبحسب الناحية النفسية تحدد الأحجار المناسبة منها ما يزيد قدرة الشخص على التواصل الاجتماعي ، ومنها ما يعالجه عضويا، ومنها ما يزيد من الثقة بالنفس، ومنها ما يعادل النفسية بصحة عامة ويضمن الطمأنينة والتفاؤل ! ولذا يوجهون طلاب العلاج إلى اختيار الأحجار المناسبة بدقة بحسب ما يوصي الخبراء وإما أن تلبس كحلي أو يحتفظ بها في جيب أو توضع في غرفة بحسب نوعية الأثر المطلوب تحقيقه.
ويرى مروجو هذه العلاجات أن اليقين التام بها واتباع تعاليم المعالج هو الأساس في توفير المراد من الحماية والأجواء المفعمة بالأمل والحيوية.
فهذا النوع من العلاج والمسمى بالعلاج بالطاقة في الأحجار (ريكا) وفق ما تم بيانه علاج محرم، لا يجوز لأحد أن يستعمله، وهو ضرب من الطقوس الوثنية الموجودة في بلاد شرق آسيا، وهي نوع من أنواع الرياضات اليابانية اسمها (ركيه دن كجوه).
ومن ينظر في المواقع العلاجية المتخصصة بهذا الجانب يتضح له أنه قائم على الدعاية لمذهب البوذية، وهو مذهب وثني قائم على عبادة غير الله عز وجل، فالاستعانة بالجمادات والأحجار والإعتقاد أن لها القدرة على الشفاء والتداوي شرك بالله عز وجل.
وقد صرح بعض القائمون على هذا العلاج بأن المتعالج لابد أن يكون بوذياً حتى يستفيد من هذا الأمر، وأن عليه أن يقسم على اتباع بوذا وتعاليمه إذا أراد الالتحاق بهم، وأن الأشياء الظاهرة تعطى لكل أحد وهي قليلة، أما حقيقة هذا الأمر، فلا تعطى إلا للبوذيين.
كما ذكروا أن هناك أعمالا يومية قائمة على أداء تمارين اليوغا، وقراءة كتب بوذا، وترديد القسم، وهذا كفر بالله تعالى يجب انكاره والبراءة منه، تحت أي مسمى كان، سواء سمي علاجاً بالطاقة، أو غير ذلك.
والعالم اليوم يشهد دعوة ونشراً وترويجاً للبوذية، لاسيما في مجال العلاج والرياضة، فيجب الحذر من ذلك.
والزعم بأن هذا العلاج معروف بالاسلام باسم الرُّقى، أفك وزور، فان الرقية في الاسلام هي قراءة شيء من كتاب الله تعالى، أو الأدعية التي استعملها النبي صلى الله عليه وسلم، فهي قائمة على الإيمان بالله وتوحيده، لا على الإيمان ببوذا وأتباعه، فالفرق بين الأمرين هو الفرق بين التوحيد والشرك، والايمان والكفر.
فالعلم المسمى بعلم الطاقة، ومثله: «الريكي «هو من العلوم الدخيلة على حياة المسلمين، وهو داخل ضمن الغزو الفكري والعقدي الذي تتعرض له الأمة الاسلامية، وقد حاول البعض من النفعيين ومن لا علم له أن يغلف هذا العلم الفاسد، والدورات المقامة باسمه بغلاف الدين والإسلام! حتى تلقى قبولا ورواجا بين المسلمين، وما سمعناه عنهم وما سمعه من حضر تلك الدورات الباهظة الأثمان! هو كلام لا يقنع العقلاء! فضلا عن أن يكون مقبولا شرعاً!
وقد كتب بعض الباحثين المعاصرين ما في هذا العلم المزعوم! من المزالق الشركية والوثنية، المتعلقة بالديانات السائدة قديماً، كالبوذية والطاوية وغيرها، والتي ينكر أصحابها وجود إله للكون!! بل الكون عندهم مرده إلى قوة الطاقة! وهذه الطاقة موجودة أيضا في جسم الانسان الأثيري! ويتعلقون بأشعة الشمس ويتبعونها، ويؤمنون بتناسخ الأرواح، وعقيدة الخلاص والإتحاد (النرفانا) وفلسفات أخرى كثيرة غريبة على معتقدات المسلمين وشريعتهم بالإضافة لانكارهم النبوات والرسالات.
وأقام بعضهم دورات سماها «العلاج بطاقة الأسماء الحسنى، ودورات «العلاج بأشعة لا إله الا الله»!وهذا من تلبيسهم على العامة فيجب الحذر والتحذير من هذا ومن أمثاله من العلوم الغريبة والضارة، ويجب التنبه على وجوب مخالفة أصحاب الجحيم، وقد حذرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم من هذه المزالق بقوله«اياكم ومحدثات الأمور، فان كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار».رواه أهل السنن،وقوله: ((لتتبعن سننَ من قبلكم شبرًا بشبرٍ ، وذراعًا بذراعٍ ، حتى لو سلكوا جحرَ ضبٍّ لسلكتموه . قلْنا : يا رسولَ اللهِ ، اليهودُ والنصارى ؟ قال : فمن)) رواه البخاري وغيره
فمصدر معارف المسلم والمسلمة:
كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما لا يخالفهما من المعارف والعلوم.
وقبله قد قال المولى الكريم: {الْيوْم أكْملْتُ لكُمْ دِينكُمْ وأتْممْتُ عليْكُمْ نِعْمتِي ورضِيتُ لكُمُ الاسْلام دِيناً}[ المائدة: 3] وقال: {ومن يبْتغِ غيْر الاسْلامِ دِيناً فلن يُقْبل مِنْهُ وهُو فِي الآخِرةِ مِن الْخاسِرِين} [آل عمران: 85]
فأكمل الله تعالى الدين، وتم بلاغ خاتم النبيين، فما ترك خيرا إلا ودلنا عليه، ولا شرا إلا وحذرنا منه، كما قال صلى الله عليه وسلم، والله سبحانه.
بل إن وصف الأحجار بـ”الكريمة” لا دليل عليه لا من الكتاب ولا من السنة ولا من التجربة، وهي أحجار لا تضر ولا تنفع، وليس في الأحجار تفاضل على بعض، إلا من حيث الاستخدام البشري في الزينة،والحلي ولا توصف بـ”الكرامة”، وليس في الأحجار أكرم وأطهر من الحجر الأسود، وهو من أحجار الجنة، وثبت عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه من غير وجه أنه قال لما استلمه في طوافه:(والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أنني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك)، فماذا يقال بعد ذلك عن سائر الأحجار؟ فهي من باب أولى لا قيمة لها ولا أثر.
فمن يضع هذه الأحجار لجلب الحظ أو لجلب السعادة أو الشفاء عليه أن يعلم أن الحظ من قدر الله تعالى، وهو النصيب المقدر، كما قال تعالى: {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}, والقدر سر الله في الخلق لا يعلمه إلا هو، ولا يكشفه لا حجر ولا جن ولا بشر، فهو يأتي بإرادة الله تعالى ومشيئته لا بحجر يعلقه المرء على عنقه يزعم أنه “يجلب الحظ”، وبذلك يتبين أن القول بأن الأحجار تجلب الحظ أو السعادة أو الشفاء أو تدفع الضر من الشرك في الربوبية، وهو من أشنع أنواع الشرك بالله تعالى، وكفار قريش لم يصل كفرهم إلى هذا الحد من القول، وهم الذين قاتلهم الرسول صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى عنهم: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ}، فهم يقرون بأن الذي يدبِّر الأمر هو الله تعالى لا أحجاراً تعلق في الأعناق والمعاصم تدبر الأمور بين الخير والشر.
ومن يزعم أن الحظ يتحقق بتلك الأحجار بوقائع يشهد بها إنما هو من الفتنة والعياذ بالله تعالى والمكر به، كما فتن بنو إسرائيل بالعجل، وفتن المشركون بالأحجار والأشجار التي يعبدونها من دون الله، وكما فتن عبّاد الجن بالجن،وغير أولئك من المشركين مع معبوداتهم.
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم :“من تَعَلَّقَ تَمِيمَةً فقد أَشْرَكَ”[صحيح] .
فهذه ما وجب بيانه بإيجاز ولم أفصل في بيان باطلها فذلك يطول ويكفي المؤمن معرفة أنها لا تخرج عن نوع من أنواع الشرك نسأل الله العافية .📚
حافظ على عقيدتك