جدول المحتويات
السؤال:
بارك الله فيك ما حكم الاستماع لاناشيد بعض القراء مثل الشيخ مشاري العفاسي؟
الجواب:
بالنسبة للأناشيد التي يسمونها أناشيد إسلامية فإننا لا نستطيع إباحتها من كل وجه ولا تحريمها ومنعها من كل وجه والبعض يستعمل هذه الأناشيد كوسيلة من وسائل الدعوة والترغيب للناس وهذا النوع من الأناشيد هو مما أحدثه الصوفية ثم أدخله علينا في العصر الحديث إخوان المسلمون حيث كانوا يرغبون الشباب والعامة في مخيماتهم بهذه الأناشيد وهذا من البدع والمحدثات في الدين والعياذ بالله لأنهم بهذا العمل يتقربون إلى الله بقربات لم بشرعها الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم وإن قالوا أنه وسيلة من وسائل الدعوة فنقول لهم أن في الوسائل الشرعية من عمل العلماء الراسخين ما يغنينا عن مثل هذه المحدثات فالأولى بالمسلم أن يدمن النظر في كتاب الله سبحانه تلاوة وتدبراً، فهذا أنفع شيء لقلبه ودينه، وقد قال الخليفة الراشد عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه: لو طهرت قلوبنا لما شبعت من كلام الله.
فإذا أراد السماع فليس شيء أطيب من القرآن ولا أنفع منه،ويباح للمسلم أن يستمع إلى الأناشيد المنضبطة بالضوابط الشرعية و التي تشتمل على الحكم والمواعظ والحث على الخير وإثارة الحماس والغيرة على الدين وتشتمل على التنفير من الشر ودواعيه. ولكن يشترط لذلك عدة شروط إشترطها أهل العلم وهي:
1-أن يكون ما يقال في هذه الأناشيد مباحا خاليا السباب والشتائم والشرك و الهراء ومن الألفاظ الماجنة كالغزل وكالهجاء والأناشيد التي فيها توسل بغير الله وطلب الإستغاثه من غيره وما شاكلها
2- أن لا يتخذ المرء هذا الأمر عادة له ويصبح غاية وشغل المرء الشاغل له بل يعاوده الفينة بعد الفينة عند وجود مناسبات ودواعي تدعو إليه، لأن كثيرا من الناس صار ينشغل بهذه الأناشيد حتى أنه لا يخشع إلا بسماعها وإذا تلي عليه كتاب الله تعالى لا يتحرك له ساكن، فكتاب الله أطهر وأزكى قال تعالى: { اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ } [الزمر: 23] وقد كان ديدن الصحابة والتابعين لهم بإحسان العناية بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فالحاصل أنه لا حرج في هذه الأناشيد ما لم تتخذ بديلا عن كتاب الله أو يشغل العبد بها وقته كله أو تكون عادة له.
2-أن لا تختلط هذه الأناشيد أو أي نوع من أنواع الشعر المعروفة كالحماسة والرثاء والفخر بالموسيقى فسماعها حين إذ حرام بسبب ما دخلها من أصوات الآلات الموسيقية.
وإن احتوت الأناشيد على أصوات تشبه الموسيقى كالتي يسمونها بالمؤثرات الصوتية فالذي يظهر لي والله أعلم عدم جواز الاستماع إليها خصوصا إذا كان شبهها بالموسيقى شبهاً قوياً لأن ما شابه الشيء يعطى حكمه فالموسيقى لم تحرم لكونها موسيقى وإنما حرمت لما يترتب عليها من أثر وضرر على القلب فما شابهها شبهاً قويا سيؤدي إلى نفس النتيجة والعلم عند الله تعالى.
4-أن لايقلد فيها أصوات المغنين والمغنيات والماجنين والماجنات والمردان المخنثين ومن على شاكلتهم من فساق هذا الزمان
والناظر في أحوال الأناشيد في زماننا كتلك التي يسمونها طيور الجنة يتخنثون بها ويفتنون الناس بها بأصوات البنات الصغار والمردان وأيضا التي يسمونها ياطيبة فيشركون بها مع الله الناظر في أمثال هذه الأناشيد وكذلك الكثير من أناشيد هذا الرجل المحدد في السؤال يراها لاتخلوا من هذه المحاذر أو من بعضها لذا فإن ما استقر عليه القلب والله أعلم أنه لايجوز الإستماع لمثل هذه الأناشيد ويحرم اقتنائها والترويج لها وأن إتخاذها وسيلة من وسائل الدعوة إلى الله بدعة محدثة في الدين يحرم فعلها والله أعلم