جدول المحتويات
عملية الأكسدة هي المسببة الحرة:
مضادات الأكسدة عبارة عن مواد تقوم بتقليل أو منع الضرر الموجود في الجسم الناتج عن الجزيئات الحرة , حيث أن هذه الجزيئات عبارة عن الكترونات حرة لا يحدث إجتذابها من الذرة فبدلاً من أن تقوم هذه الإلكترونات بالدوران حول النواة في الذرة تصبح حرة فتميل إلى بعض خلايا جسدنا وقد يلحق ذلك الضرر بها.
إذاً ما هو المسبب لهذه الجزيئات الحرة ؟
هناك عملية يطلق عليها الأكسدة، هي المسببة لهذه الجزيئات الحرة حيث يحدث ذلك في سياق عملية التمثيل الغذائي الطبيعية والتعرض الطبيعي لبيئتنا اليومية بمعنى آخر الأكل والشرب والتنفس والتعرض إلى الشمس وكل هذه الأنشطة اليومية الطبيعية تساهم في عملية الأكسدة وبالتالي تُكَّون الجزيئات الحرة التي تسبب ضرراً للخلايا.
ماذا عن الضرر ؟ و ما هو حجم الضرر الذي نتحدث عنه ؟
للأسف فهي أضرار عديدة منها : هشاشة العظام , تدهور في المفاصل والأنسجة، إنخفاض في أداء جهاز المناعة , بالإضافة إلى التطور المزعج لعلامات التقدم في السن وكل ما يتبعها من آثار على البشرة والجسم .
وبما أن الجزيئات الحرة متورطة في أسباب حدوث كل ما ذكر أعلاه فإن المحاولة في تقليلها أو منعها يجعلنا نعيش حياة أطول صحية وجمالية- أي من ناحية المظهر-، كم يعمل منعها من التقليل من خطورة الإصابة ببعض الأمراض الضارة الأخرى .
بعض من مضادات الأكسدة :
• خلاصة بذور العنب :
إن بذور العنب تحتوي على مواد نباتية قوية التي تمد الجسم بالفوائد العديدة مثل: تخفيف الآلام و عمله كمضاد للأكسدة بالإضافة إلى دورها في الحماية من الجزيئات الحرة ,تحتوي بذور العنب على مادة الـ (OPCs) و التي تمد الجسم بمضادات للأكسدة أكثر بــ 50 مرة من فيتامين Eأو فيتامين C ,بذور العنب تساعد الجسم في تخفيف الأعراض المرتبطة بالضرر الناتج عن الجزيئات الحرة , ضعف الدورة الدموية؛ بما في ذلك القصور الوريدي المزمن ، الدوالي , مشاكل ضمور العضلات وأخيراً اعتلال شبكية العين بسبب مرض السكري, و من الجدير ذكره أن مادة الـ (OPCs) الموجودة في خلاصة بذور العنب تعمل على زيادة تدفق الدورة الدموية إلى الجلد حيث يساعد ذلك بدوره في منع تكسر الكولاجين الموجود في البشرة.
عندما توضع خلاصة العنب خارجياً فإنها تعمل (كألفا هيدروكسي أسيد) و يمكن إستخدامه في العديد من مستحضرات التجميل، مثل: المرطبات والكريمات التي تستخدم في توحيد لون البشرة والقضاء على التجاعيد الصغيرة.
تحتوي خلاصة العنب كذلك على نسبة من مادة (الريسفيراتولات) وهي مادة تعمل كمضاد للإلتهابات , كما أنها أثبتت القدرة على خفض نسبة الكولسترول والدهون الثلاثية بالإضافة إلى توفير الحماية ضد الأكسدة , كما أثبتت بعض الدراسات أن هذه المادة قد تساعد في تقليل سرعة نمو الأورام في الجسم .
الجزيئات الحرة عبارة عن إلكترونات لا يحدث إجتذابها من الذرة.
تتوفر خلاصة العنب هذه في بعض من الصيدليات و الكثير من المحلات الغذائية الصحية , أما بالنسبة للجرعة التي ينصح بها فهي تتراوح ما بين 75 إلى 300 ملجم من خلاصة العنب يومياً لمدة ثلاثة أسابيع ثم تغير الجرعة لـ 40 ملجم فقط إلى100ملجم يومياً , إن كنت ترغبين في الحصول على بشرة متماسكة و جيدة أو إن كنت تودين الحصول على بعض من الإحمرار الطبيعي على الوجنتين فعليك بتجربة أحد منتجات التجميل العديدة التي تحتوي على خلاصة العنب كمادة مركبة فيها , كذلك إن أردتِ الحصول على بشرة نضرة تحارب التجاعيد الصغير الضئيلة المزعجة يمكنك اللجوء إلى خلاصة بذور العنب ,ولكن كيف هذه المرة ؟ ببساطة يمكنك تناول العنب مباشرة (لا نعني هنا العنب الخالي من البذور ) مع العلم أن العنب الغامق القشرة يحتوي على فوائد أكبر ذلك لإحتوائه على مادة يطلق عليها اسم (anthocyanosides) والتي تعمل كمضاد أكسدة قوي في الجسم .
بذور العنب تساعد الجسم في تخفيف الأعراض المرتبطة بالضرر الناتج عن الجزيئات الحرة.
• الشاي الأخضر :
الشاي الأخضر يأتينا من شجرة دائمة الخضرة يستخلص منها الشاي وهي نفس الشجرة التي يستخرج منها الشاي الأسود, فالإختلاف فيما بينهما يكمن في إختلاف طريقة معالجة أوراق كل منهما , فالشاي الأخضر يتم تحضيره من ورق هذه الشجرة عن طريق تبخير أوراقها الطازجة أما الأسود فيصنع عن طريق تجفيف هذه الأوراق ثم تحميصها بدرجة كبيرة و لهذا السبب يفقد الشاي الأسود العديد من ميزاته الصحية و الطبية,لقد استخدم الشاي الأخضر كمشروب في الصين منذ سنوات وأزمان عديدة على أن فوائده الطبية المبهرة لم تكتشف إلا منذ زمن قريب , وكلما حضر هذا الشاي الأخضر بشكل أخف (أي من دون أن نعرض الأوراق للتبخير الزائد ) زادت كمية الـ (polyphenols) الموجودة التي تحتوي على مضادات للإلتهابات أقوى بكثير من تلك التي نجدها في كلاٍ من فيتامين E أو C.
بالإضافة إلى تحسين إنزيمات الجسم الطبيعية المضادة للأكسدة مثل: الجلوتا ثيون , ما يجعل الشاي الأخضر علاجاً ممكناً لمن يعانون من إلتهاب المفاصل و ذلك لأن الجلوتاثيون قد أثبتت فعاليته تجاه التقليل من الإلتهاب و تآكل الغضاريف .
عندما تشرب الشاي الأخضر بشكل منتظم فإنك تعطي جسدك حماية من الأمراض التي تسببها الجزيئات الحرة , كما أثبتت بعض الدراسات أن مضادات الأكسدة التي يوفرها الشاي الأخضر تستطيع التقليل من إحتمال الإصابة بسرطانات الجهاز الهضمي, البروستات , بالإضافة إلى سرطان عنق الرحم و الصدر عند النساء .
هناك دراسات أخرى أكدت أن شرب الشاي الأخضر يقلل كذلك من خطر الإصابة بأمراض القلب ذلك لأنه يعمل على تقليل الكولسترول في الجسم وبالتالي يقي الجسم من خطر الإصابة بأمراض القلب والجلطات و تصلب الشرايين .
بالنسبة للنساء اللاتي يتعرضن لإحمرار بشرة الوجه المصاحبة لإنقطاع الطمث قد يجدن أن شرب الشاي الأخضر في الصباح والمساء مفيد للتقليل من تكرار هذه الأعراض المزعجة لهن غير أن القليل من الدراسات فقط أثبتت أن الشاي الأخضر يساعد في إستقرار هرمون الأستروجين وبالتالي ليس فقط تقليل إحمرار بشرة الوجه بل العمل على تثبيط بعض أنواع سرطان الصدر كذلك , و من فوائد الشاي الأخضر الأخرى أنه يستخدم للحماية من تسوس الأسنان , زيادة تدفق الهواء للرئتين للمصابين بالربو ,هناك بعض من الدراسات أيضاً التي أثبتت فعالية مستخلص الشاي الأخضر ( GTE )في تحفيز الجسم على فقدان الوزن للراغبين في تخفيف الوزن وذلك عن طريق التقليل من الشهية , يمكنك الحصول على مستخلص الشاي الأخضر من الصيدليات أو حتى بعض المحلات التجارية, يتوفر الشاي الأخضر على شكل أكياس شاي معلقة أو على شكل بدائل غذائية من مستخلص الشاي الأخضر الخالص أو الممزوجة بالبدائل الغذائية الأخرى.
الجرعة المعتادة المعتمدة لمستخلص الشاي الأخضر تتراوح ما بين 100 إلى 200 ملغم أو ما يعادل 3 أكواب من الشاي الأخضر المشروب.
• الجلوتاثيون :
يعتبر الجلوتاثيون من أكثر المواد مضادة الأكسدة وفرة في جسم الإنسان و فوائده عديدة فهذه المادة تحمي البصر, وتعزز الجهاز المناعي للجسم, تحول الكربوهيدرات إلى طاقة يستفيد منها الجسم , وتمنع تراكم الدهون المشبعة التي تسبب أمراض تصلب الشرايين,الجلوتاثيون مادة مركبة تصنف من الببتيدات الثلاثية وهو مكون من ثلاث أنواع من الأحماض الأمينية : السيستين , حمض الجلوتاميك ,والجلايسين
كما يوجد الجلوتاثيون في جميع أجزاء الجسم خاصة في : الرئتان , الأمعاء و الكبد, حيث ينتج الجسم ويخزن أكبر كمية من الـ ( GSH) في الكبد بحيث يستخدم كمضاد للمواد السامة الموجودة في الجسم ومن ثم يتم التخلص من هذه السموم عن طريق الصفراء .
نقص الجلوتاثيون في الجسم يؤدي إلى نتائج سيئة على الجهاز العصبي تؤدي ظهور بعض الأعراض مثل: فقدان التوازن و التنسيق الحركي , إضطرابات عقلية أو أورام
أي مرض بسيط حتى إن كان زكاماً عادياً يسبب في نقصان نسبة الـ GSH في الجسم لذا من المهم جداً تعويض الجسم بالجلوتاثيون حيث يمكن الحصول عليه من الخضروات و الفاكهة : الأسكواش , الأفوكادو , الشمام , الجريب فروت ، البامية ,البرتقال , الخوخ , البطيخ ,الطماطم ,الكوسا وغيرها
الكثير ما لا يوفر الجلوتاثيون للجسم فحسب بل يعمل على تحفيز إنتاج مضاد الأكسدة القوي هذا للجسم , و من الجدير ذكره أن الطهو الكامل لهذه الخضروات يفسد الفائدة المرجوة من هذه المكونات الطبيعية للحصول على مضاد الأكسدة لذا يفضل أكله نيئاً أو على البخار.
يمكن كذلك تناول بعض من اللحوم الخالية من الدهون أو تناول البيض لتحفيز إنتاج المزيد من الجلوتاثيون في الكبد.
لا توجد جرعات معينة ينصح بها كما أن البدائل الغذائية لا يعرف بان لها أي ضرر عند الإكثار منها , كذلك زيت السمك, فيتامين C والسلينيوم يقومون بتحفيز إنتاج الجلوتاثيون و إمتصاصه في الجسم .
أخيراً من المهم المحافظة على تناول البدائل الغذائية والغذاء الصحي المناسب للمحافظة على مستوى الجلوتاثيون في الجسم لجميع الفئات العمرية.