تحليل الشخصية!
جدول المحتويات
السؤال:
فضيلة الشيخ ما صحة ما يروج به البعض من أنهم يستطيعون معرفة شخصية المرء من خلال خط يده وشكل وجهه وطريقة نومه وما إلى ذلك هل هذا الأمر حق أم باطل وماحكمه شرعا؟
جواب الفقير إلى عفو ربه /عمر بن يحيى آل دخان :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلىى آله وصحبه أجمعين أقول أخي الكريم إن هذا السؤال عن هذا الموضوع الخطير هو في غاية الأهمية لما يقوم بعض الدجاجلة من الترويج له ونشره بشتى الطرق على أنه علم وهو كذب وإفتراء وهو من الوافدات الفكرية الباطنية التي يحاول أصحابها نشرها بين المسلمين ويسمونها كذبا و زورا “تحليل الشخصية”، ففي استخدام مصطلح “تحليل الشخصية” تلبيس، يلبس به المبطلون على الناس؛ إذ يظن طلاب هذه التحليلات أنها أداة علمية صحيحة، وماهي كذلك ويجب التنويه بأن ما ينشر تحت هذا المصطلح، ويتداول بين الناس يقسم إلى أنواع :
- منه ما هو شرك،
- ومنه ما هو علم،
- ومنه ما هو جهل.
- والتحليل المدعى على النحو الذي سألت أخي الكريم ومثله التحليل بحسب خصائص سرية، كشخصيتك من خلال لونك المفضل، أو حيوانك المفضل، أو حروف اسمك، ونحو هذه كلها في حقيقتها كذب وكهانة وعرافة قام المروجون لها بإلباسها بثوب جديد لتروج بين الناس وهي لا تختلف عن القول بأن من ولد في نجم كذا فهو كذا وحظه كذا.
فهذه النماذج للتحليل تقوم على روابط فلسفية وأسرار مدعاة مأخوذة من الكتب الدينية للوثنيات الشرقية، وتنبؤات الكهان ودعاواهم ..وهي شرك محض والعياذ بالله
- وكذا ” تحليل الشخصية ” من خلال الخط أو التوقيع، يلحق بهذا النوع الباطل من وجه الكهانة والعرافة إذا تضمن ادعاء معرفة أمور تتعلق بأحداث الماضي أو المستقبل أو مكنونات الصدر دون قرينة صحيحة صريحة، إذ لا اعتبار للخصائص السرية المدعاة للانحناءات أو الاستقامة أو الميل أو التشابك للحروف والخطوط، ولا تعتبر بحال قرائن صحيحة في ميزان العقل السليم، فهذه النماذج ما هي إلا كهانة، وإن اتخذت من ” تحليل الشخصية ” ستارا لها
- ومن أشهر المروجين لمثل هذا النوع من الدجل والضلال يوسف البدر صاحب كتاب (علم الفراسة والتشخيص دليلك إلى معرفة وضعك الصحي والنفسي والسلوكي للوقاية من الأمراض)فقد ملأ هذا الرجل كتابه هذا بالكذب والضلالات والدجل والخزعبلات وأمور ماهي إلا من الكهانة والعرافة الباطلة كلها استمدها من رجل يدعى ميتشيو كوشي الذي لايمت لا للإسلام ولا أي دين من الديانات السماوية بأي صلة ويأتي يوسف البدر ويستميت في طرح أفكار هذا الرجل مع محاولته مستميتأ أن يصبغ كلامه بصبغة إسلامية يعني يخلط الحق بالباطل ويمزحج هذا بهذا ويعجن هذا بهذا ويدس السم الزعاف داخل العسل كي تروج أفكاره على الجهال
- ومثله أيضا رجل يدعى غسان جعفر ألف كتابا كبيرا ملأه من هذه الجهالات والضلالات والخزعبلات التي لا تمت إلى العلم وحقائقه بأدنى صلة.
فيا عبد الله أعلم أن كل من يقول لك أنه يستطيع كشف أو معرفة شخصيتك من طريقة نومك أو من طريقة مشيتك أو طريقة استخدامك للمعجون أو من طريقة حركات عينك ونظراتك إذا كانت للأعلى فأنت كذا … ومثلها شخصيتك من خلال جسدك فإذا كنت واسع العينين فأنت كذا … وإذا كنت حاد الأنف فأنت كذا، وإذا كنت بارز الجبين … ونحو ذلك .. كل من يعتمد على مثل هذه النماذج فهو غارق في جهل محض، وإذا تبعها حديث عن الماضي والحاضر ومكنونات النفس دخل في الكهانة والرجم بالغيب، وأي نوع من هذه التحليلات الباطلة لايجوز ألبته
- وأما النوع الثالث من تحليل الشخصية والذي هو علم لابأس بتعلمه فيقوم به المختصون النفسانيون ويعتمد على المقاييس العلمية وطرق الاختبار الاستقرائية الرامية للكشف عن سمات أو ميول إيجابية في الشخصية خلال مقابلة الشخص أو ملاحظة بعض فعاله أو تصريحاته أو سلوكه ومشاعره في المواقف المختلفة بحيث تشكل نتائج هذه الملاحظة دلالات تدل على خفايا شخصية الإنسان يمكن إخباره بها ودلالته على طريق تعديلها وتنميتها.