الثقافة الصحيةالثقافة العامة والموسوعات الصحيةالطب الإسلامي والإرشاد النبوي الصحي

الوسواس القهري أغلبه ليس مرضا نفسيا بل هو استجابة المصاب به لتسلط الشيطان عليه:

فلا يسترسل المؤمن أو المؤمنة مع حبائل الشيطان ومكائده وخواطره وهواجسه

فإن الشيطان كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم :”يأتي الشيطانُ أحدَكم فيقول من خلق كذا وكذا ؟ حتى يقول له من خلق ربَّك *؟؟!!

وعلاج هذا قطع الاسترسال وعدم الاستجابة لهذا الوسواس سدّا للذريعة وصيانة للنفس من أن يتسلّط عليها الشيطان بوسوسته.

إن الوسواس القهري مرض خطير يضطر الشخص إلى تكرار الطهارة والعبادات الأخرى، ويزداد هذا المرض تمكناً من الشخص كلما ازداد هو في تكرار العبادة.

وللشيطان دور كبير في جلب هذا النوع من الأمراض وفي استحكامه، روى أحمد وأبو داود من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن أحدنا يجد في نفسه -يعرض بالشيء- لأن يكون حممة أحب إليه من أن يتكلم به، فقال: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة.))

وعلى المصاب بالوسواس القهري أن يتوجه إلى الله بصدق ويدعوه كشف ما به، ويكثر من ذكر الله، قال تعالى: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ} {النمل:62}، وقال: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوب}{الرعد:28}، ومن علاج الوسواس أن يلهو عنه المرء، ولا يلتفت إليه.

الحكم الشرعي للوسواس القهري:

لا يضر المريض هذا المرض ولا يؤاخذ الله عليه؛ لأنه خارج عن الإرادة، وقد قال الله تعالى: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا } الآية، [البقرة : 286] وقال: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إلا مَا آتَاهَا } الآية، [الطلاق : 7] وقال: { فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ }الآية، [ التغابن : 16] وقال – صلى الله عليه وسلم – كما في الحديث الذي رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه:”إنَّ اللَّهَ تَجاوَزَ لِأُمَّتي عَمَّا وسْوَسَتْ، أوْ حَدَّثَتْ به أنْفُسَها، ما لَمْ تَعْمَلْ به أوْتَكَلَّمْ.”، أخرجه البخاري (6664)

وهذا في الحالات العادية؛ فكيف بالمبتلى بالوسواس الذي قد توسوس له نفسه أنه تكلم أو عمل فيدخل في متاهة لا قرار لها.

و الحل :

أولاً: الاستمرار بقراءة القرآن، والأذكار، والأوراد، والصلوات، والأدعية، ونحوها من الأسباب الشرعية، التي تحصن الإنسان من الشيطان، وتعينه على مقاومة الأمراض النفسية.

ويمكن التمييز بين نوعين من الوسواس على النحو التالي:

  • الوسوسة من الشيطان:
    و هي أفكار سلبية متعددة يفكر فيها الإنسان من وقت لآخر، يلقى بها الشيطان في نفس الإنسان لتثبطه عن العمل الصالح المفيد من أمور الدين والدنيا، لإيقاعه فى أفعال محظورة دينيا، وهذه الوسوسة لا يسلم منها أى بشر وعلاجها ببساطة الإكثار من الاستعاذة بالله من الشيطان والاستمرار فى عمل الصالحات من الأعمال اليومية والدينية وعدم تكرار العمل لمجرد الشك في صحته أو قبوله عند الله ومعرفة تطبيق أحكام الدين الحنيف في الشك في الطهارة والصلاة والعبادات.
  • والوسواس القهري المرضي: وهو من الأمراض النفسية المصنفة تحت الأمراض العصبية أو أمراض القلق، وهو عبارة عن فكرة أو أفكار محددة، متكررة، سلبية تهجم على تفكير الشخص وتسيطر عليه، وهى ليست شكا فطريا يعلم مدى سخافتها فيحاول مقاومتها والتخلص منها فيعجز مما يسبب له قلقا وتوترا شديدين مما يدفعه للاستجابة لهذه الأفكار الوسواسية أملا في تقليل حدة توتره ويعجز عن مقاومة هذه الأفكار المتطفلة المقتحمة والاستجابة لها تستهلك من وقت المريض اليومي وتهدر من طاقته مما يؤثر على العمل والعلاقات الشخصية.

عادة ما يبدأ مريض الوسواس الشكوى في أواخر سن المراهقة وبداية العشرينات ويعطى تاريخا عن بداية المرض في مرحلة مبكرة من العمر.

وتذكر الدراسات أن معظم هذه الأفكار المتسلطة الملحة تدور حول الطهارة والنظافة والأمور الغيبية والفلسفة أو أفكار عن الإيذاء والإساءة من المريض لنفسه وللآخرين.

والوسواس القهري لا يكتفي بسيطرة القلق على المريض بل يؤدي به أيضا إلى التردد والحرج وفقدان الثقة بالنفس مما يؤدي إلى العزلة، فهو مربي جيد للاكتئاب.

كما تشير الدراسات أن أكثر من نصف مرضى الوسواس يعانون من أعراض اكتئابية قد تدفعهم للتفكير في الانتحار.

هذا المرض لا يفضل ذكورا عن إناثا ولكن الشخصية المنشأة على الكمال الباحثة عن المثالية في كل شيء والتي تتسم بالعناد وتصلب الرأى والمبالغة في النظام والترتيب هذه الصفات تجعل من الشخص أكثر عرضة لمضاعفات هذا المرض إذا ما أصابها.

تتخذ حدة الأفكار والأفعال الوسواسية مسار متفاوتا على مدار العمر فهي قد تزيد كما و موضوعا في فترة وتهدأ وتخبو في أوقات أخرى.

ويبرز دور الطبيب منذ بداية الرحلة العلاجية بدأ من معرف التشخيص ودرجة المرض وإذا ما كان سببا أم نتيجة لأمراض نفسية أخرى بالإضافة إلى فهم حالة المريض

ويساعد التدخل الدوائي والعلاج المعرفي السلوكي مبكرا في الحد كثيرا من إعاقة هذا المرض وتأثيره على نمط حياة الإنسان، والعودة إلى الحالة الطبيعية للإنسان وينبغي الحرص على الانهماك والانشغال بالأعمال المختلفة، و المشاركة في المجالس الطيبة، من حلق العلم والذكر، والجلسات الخيرية، والمراكز، والمنتديات النافعة، ومثلها تجمعات الأقارب، والجيران، والأصدقاء، ولعل ذلك أن يصرف التفكير بعض الشيء عن هذه الأفكار

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى تعطيل حاجب الإعلانات ثم تحديث الصفحة لعرض محتوياتها