إنباء الأخوة الفضلا بوصية الملأ الأعلى -الحجامة
قال صلى الله عليه وسلم :ما مررت ليلة أسرى بي بملأ من الملائكة إلا كلهم يقول لي : عليك يا محمد بالحجامة .
-وفي رواية: ما مررت ليلة أسرى بي بملأ إلا قالوا : يا محمد مـر أمتك بالحجامة .
وقال صلى الله عليه وسلم: إن أمثَلَ ما تداويتم به الحجامة.. [رواه البخاري ومسلم]،[ وهذه الأحاديث من صحيح الجامع وصحيح سنن ابن ماجه للشيخ الألباني – رحمه الله – ] وغيرها كثير تدل على عظيم فائدة هذه الوصية من الملائكة لخير البشرية صلى الله عليه وسلم
تقوم العديد من المعاهد والمراكز الطبية العالمية اليوم بتدريس الحجامة كعلاج شعبي، وهناك العديد من مواقع الإنترنت تنشر نتائج الدراسات حول فوائد الحجامة وأثرها على مختلف الأمراض, وهذا العلاج موجود منذ ثلاثة آلاف عام، وقد أكَّده النبي صلى الله عليه وسلم، مما يدل على فوائده الطبية، لأن النبي الكريم لا ينطق عن الهوى، بل بما علّمه الله تعالى، وهو أعلم بمصلحة عباده وأخبر بهم من أنفسهم!
*فكرة العلاج بالحجامة:
هناك زيادة في عدد الكريات الحمر نتيجة الإنتاج المستمر لها، ولابد من إعادة التوازن إلى الدم، ولذلك تُعتبر الحجامة وسيلة آمنة وفعّالة للقيام بذلك.
وقد أثبتت بعض الدراسات أن دم الحجامة يختلف عن الدم الوريدي، حيث يكون عدد الكريات البيض أقل (خلايا الدم البيضاء هي المسؤولة عن مقاومة الجراثيم والفيروسات)، وهذا يعني أن الخلايا المناعية تبقى في الجسد وتخرج الكريات الحمراء الزائدة، أي الدم غير المرغوب فيه.
*الحجامة ماذا تعالج؟
*تعالج الحجامة كثيراً من الأمراض ومنها تخليص الدم من السموم الناتجة عن الإضطرابات المختلفة للأعضاء، ولذلك تقوم الحجامة بعلاج أمراض الدم والأمراض الإنتانية، وتجدد نشاط الجسم، وتحرّض مراكز الطاقة فيه، كما تعالج أمراض الجهاز الهضمي وأمراض الأوعية الدموية والكبد وبعض الأمراض العصبية!
*الحجامة تحسّن تدفق الدم عبر الدماغ!
*يؤكد عدد من الأطباء أن الحجامة يمكن أن تقي من السرطان وبعض حالات الشلل والروماتزم والربو والشقيقة!
*وقد أقرَّ النبي صلى الله عليه وسلم الحجامة كطريقة في العلاج، مع العلم أنه نهى عن العلاج بالخمر فقال: (إنها داء وليست بدواء)، وقد ثبُت بالفعل صدق هذا التشريع الإسلامي، وهذا يدل على أن النبي الكريم ميَّز بين الضار والنافع، وهذه معجزة تشهد بصدقه عليه الصلاة والسلام.
*الحجامة تعالج كريات الدم الهرمة
كما نعلم أن النمو يتوقف بعد سن العشرين، مما يؤدي إلى عجز الجسم عن التخلص من جزء من الدم الفاسد، حيث تتراكم السموم وبخاصة في منطقة الظهر (وهي المنطقة غير المتحركة من الجسد)، ومع زيادة الكريات الدموية الهرمة يؤدي ذلك إلى خلل في عمل الدورة الدموية، وبالتالي خلل في أداء أجهزة الجسد, وهنا يأتي دور الحجامة في تخليص الجسد من الدم الفاسد.
*كيف تتم الحجامة؟
الحجامة ببساطة هي وضع كأس فارغة على منطقة الظهر حيث هذه المنطقة هي الأقل حركة في الجسد مما يؤدي إلى تجمع كريات الدم الهرمة, وبعد ذلك يتم تفريغ هذه الكأس من الهواء فينجذب الجلد بسبب حدوث إنخفاض في الضغط، ويحدث نشاط في هذه المنطقة مما يجذب إليها الدم ويحدث إحتقان موضعي للدم.
ثم يتم بعد ذلك نزع الكأس وإحداث جروح صغيرة جداً في مكان تجمع الدم، مما يؤدي إلى خروج الدم الفاسد من هذه الجروح, وبالتالي إعادة النشاط للدم وتخليصه من الرواسب والفضلات وهذا يؤدي إلى تنشيط حركة الدم.
*أهمية الدم بالنسبة للجسد:
يتألف الدم من 45 % خلايا، و55 % سائل (بلاسما)، ويحوي جسم الإنسان 25 تريليون كرية دم حمراء، و35 مليار كرية دم بيضاء, والدم يشبه شبكة التيار الكهربائي بالنسبة لمدينة صناعية، فهو يقوم بنقل الأكسجين والغذاء إلى أجهزة الجسد، ويقوم أيضاً بنقل الفضلات والسموم وغاز الكربون لمعالجتها في الأجهزة المختصة مثل الكبد, أما الكريات البيضاء فهي تشبه الجنود التي تدافع عن أعضاء الجسد ضد أي هجوم للفيروسات أو البكتيريا, ويبلغ طول شبكة الأوعية الدموية أكثر من 100000 (مئة ألف) كيلو متر فتصوَّر!
*خلايا الدم الحمراء Erythrocytes:
هذه الخلايا تقوم بدور حيوي جداً، وأي خلل يصيبها فإن عدداً من أجهزة الجسد يضطرب، وهنا تأتي الحجامة لتصلح هذا الخلل من خلال التخلص من الخلايا الهرمة، وتقليل عدد الكريات الحمر، وفسح المجال أمامها للعمل بكفاءة أعلى, ولذلك فإن الحجامة تعالج إرتفاع ضغط الدم، بسبب تنقيته من الخلايا الكسولة أو ”المعطلة“ وهذا يؤدي إلى ”تحسين“ نوعية الدم وزيادة نشاط خلاياه, كذلك يؤدي إلى معالجة الضعف العام والإعياء.
*ماذا تفعل الشوائب في الدم؟
يؤكد بعض الأطباء أن الفضلات والسموم والشوائب التي يحويها الدم، إذا تراكمت ولم يتم إزالتها فإنها تسبب الإصابة بأمراض مختلفة وقد يعجز الأطباء عن معرفة سبب هذه الأمراض، ولذلك فإن الحجامة تضمن إزالة هذه الشوائب وإعادة التوازن للدورة الدموية ليقوم الدم بدوره الذي خلقه الله من أجله.
والحجامة عملية آمنة وسهلة ورخيصة وتخفف الآلام وتنشط الوظائف الحيوية لأجهزة وأعضاء الجسم.
*شروط الحجامة الطبية السليمة:
– 1تعقيم أدوات الحجامة جيداً لتجنب تلوث الدم.
– 2أفضل منطقة للحجامة على منطقة الكاهل كما فعل النبي الكريم.
– 3عدم المبالغة في تشطيب مكان الحجامة بل يكتفى بإحداث جروح صغيرة جداً، لتجنب حدوث النزيف أو خسارة كمية إضافية من الدم.
– 4أن يكون المحتجم في حالة نفسية مطمئنة وأن يعتبر أن عملية الحجامة هي سنّة نبوية له فيها أجر وشفاء.
وهناك شروط أخرى ولكنها تحتاج لمزيد من الدراسة والبحث.
*مواصفات دم الحجامة:
يؤكد عدد من الأطباء أن دم الحجامة يختلف عن الدم الوريدي، حيث لاحظوا أنه يحوي عدداً أقل من الكريات البيض، وهذا يعني أن هذه الكريات المسؤولة عن مناعة الجسم لا تخرج إلا بكميات قليلة، مما يؤدي لرفع النظام المناعي للإنسان! كذلك فإن معظم الكريات الحمراء الهرمة والتالفة تخرج مع دم الحجامة، مما يعني زيادة نشاط الدورة الدموية, والنظام المناعي يصيبه الكسل بين الحين والآخر، والحجامة كفيلة بتنشيطه.
*الحجامة لتنشيط الكبد والطحال والمعدة:
هناك بعض الدراسات تؤكد فائدة الحجامة في تنشيط عمل الكبد ومساعدته على القيام بوظائفه، لأن الحجامة تنقي الدم من الشوائب وهذا يخفف من السموم القادمة إلى الكبد، وبالتالي تخفيف ضغط العمل! كذلك يستفيد الطحال من الحجامة من خلال تنشيط خلايا الطحال.
أما المعدة فتصبح أكثر نشاطاً بسبب تنشيط الدورة الدموية وتخليص الأوردة المعوية من ركود الدم فيها والذي يؤدي إلى تراكم الشوائب والسموم والملوثات.
*الحجامة والتشنجات العضلية:
يُستفاد من الحجامة في علاج تشنجات عضلة الرقبة وعضلات الظهر والقدمين, من خلال إمداد هذه العضلات بالدم قليل الشوائب، وتعتبر الحجامة بمثابة شحن لطاقة الجسد, كذلك عالجت الحجامة الآلام العصبية القطنية, ويمكن أن تعالج إلتهاب الكلية، وكذلك بعض الأمراض الجلدية مثل الأكزيما.
*الحجامة تعالج الصداع النصفي:
يؤكد عدد من الأطباء أن الحجامة يمكن أن تشفي من بعض حالات الروماتزم والربو والشقيقة! وسبب ذلك أن الحجامة تنقي الدم من الشوائب الزائدة وتساعده على أداء عمله بشكل أفضل، مما يتيح للدم أن يتدفق عبر الدماغ بشكل أفضل، وهذا يخفف آلام الصداع,وحبذا لو يتم الإستماع إلى القرآن كل يوم لأطول مدة ممكنة، لأن الترددات الصوتية القرآنية تنشط خلايا الدماغ وتزيل التعب عنها.
*هل يمكن للحجامة أن تعالج العقم؟
هناك دراسات قليلة في هذا المجال، ولكن بعض الباحثين يؤكدون ذلك, فقد تم تطبيق الحجامة على بعض حالات الضعف الجنسي وحالات العقم، وقد حصلوا على نتائج مبشّرة في هذا المجال (حيث زاد عدد الحيوانات المنوية لدى الرجل بعد الحجامة)، ولكن الأمر يتطلب مزيداً من التجارب والدراسات.
*الحجامة وأمراض العين:
من خلال تنشيط الدورة الدموية وتحسين نوعية الدم ورفع النظام المناعي للجسم، كل ذلك يؤدي إلى تحسن الرؤيا وعلاج بعض أمراض العين ولكن أنصح باللجوء إلى الحجامة مع الدعاء بأسماء الله الحسنى، وبخاصة باسمه (البصير)، فهو القائل: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) [الأعراف: 180]. فالعلاج بأسماء الله الحسنى أمر صحيح وثابت ومجرَّب، والله لا يرد من سأله بأسمائه!
*الحالة النفسية وأثرها على نجاح الحجامة:
الحجامة هي عمل طبي مادي، ولكن لكي نضمن الفائدة القصوى يجب أن يقتنع المريض بهذا العلاج، وأن يكون على ثقة تامة بأن الشفاء بيد الله تعالى وحده هو المتصرف به لا كما يقول أصحاب العلاج بالبرمجة اللغوية العصبية أن الحالة النفسية لها تأثير كبير على نتائج الحجامة, وأثناء الحجامة يجب على المريض أن يقرأ القرآن بخشوع، وأن يتخيل وكأن الدم الفاسد قد خرج بالكامل من جسده وأن التوازن والنشاط والصحة قد عادت إلى هذا الجسد المريض, وهذا له تأثير كبير على حركة خلايا الدم,إذ أن المعلومات التي يؤثر بها الإنسان على نفسه تؤثر على نظام عمل الدماغ والقلب، وهذا هو مبدأ العلاج بالبرمجة اللغوية العصبية.وهو مبدأ باطل يسند الأفعال والأعمال لإعتقادات الشخص وهو عين قول القدرية التي تنفي قدرة الله وقضائه وقدره فالشفاء من الله وحده وهو المتصرف به
*من فوائد الحجامة الطبيَّة:
•لعلاج الضعف العام.
•لعلاج أمراض الجهاز الهضمي.
•لتجديد نشاط الجسم.
•لعلاج الآلام العصبية.
•لعلاج ضغط الدم.
•تخلّص الجسد من الدم الفاسد.
•تنشيط جهاز المناعة.
•التخلص من السموم.
•لعلاج إرتفاع حمض البول.
•لعلاج ضعف الذاكرة.
•الوقاية من الجلطة الدماغية.
•تخفيف آلام العمود الفقري.
•تحسين الرؤيا.
•لعلاج الضعف الجنسي.
•لعلاج بعض حالات العقم.
•لعلاج التشنج العضلي.
•تنظيم الدورة الدموية.
•لعلاج الأمراض النفسية.
*النتائج:
– 1الحجامة هي علاج مجاني وسليم وله العديد من الفوائد الطبية.
– 2الحجامة هي عملية صيانة دورية للدم مما يؤدي إلى تنشيط الخلايا وإزالة السموم المتراكمة، وبالتالي تقوية نظام المناعة.
– 3العلاج المتعدد بإستخدام الحجامة وتلاوة آيات الشفاء والعسل، يمكن أن يكون وسيلة فعالة جداً لعلاج الكثير من الأمراض المستعصية مثل السرطان والإيدز والإلتهابات المزمنة وحتى الأمراض النفسية مثل الفصام.
– 4ينبغي إقامة مركز عالمي للحجامة يتخصص بإجراء دراسات وأبحاث علمية عن فوائد الحجامة في علاج الأمراض التي لم يتم التطرق إليها، وكذلك وضع الأساس العلمي الصحيح للعلاج بالحجامة بحيث يصبح هذا العلم مقبولاً عالمياً.
– 5إعداد مرجع علمي عن ”موسوعة الحجامة“ كعلاج ودواء بحيث تتضمن كل التجارب والأبحاث والنتائج حول هذا العلاج الفعال.
*آفاق الحجامة المستقبلية:
من خلال النتائج السابقة يتبين لنا أن أبحاث الحجامة لا تزال في بداياتها، ولذلك ينبغي على أطباء المسلمين أن يقوموا بمزيد من التجارب لإثبات صدق هذه السنة النبوية المؤكدة، وأن تشمل التجارب أمراض جديدة لم يتم بحثها بشكل كافٍ من قبل مثل:
– 1إجراء تجارب على فائدة الحجامة للأمراض النفسية.
– 2تجارب على فائدة الحجامة بالنسبة لمرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز(
– 3تجارب على فوائد الحجامة في تخفيف الوزن ومعالجة الوزن الزائد.
– 4القيام بدراسات لمعرفة أثر الحجامة للوقاية من السرطانات بأنواعها.
– 5فائدة الحجامة في علاج الإدمان على الخمور أو المخدرات أو التدخين.
– 6إجراء أبحاث لمعرفة تأثير الحجامة على أمراض العصر مثل الشيخوخة المبكرة والزهايمر (الخرَف) والشيب المبكر..
*خاتمة:
إن تنقية الدم من الخلايا التالفة يؤدي إلى سهولة جريانه عبر القلب، وبالتالي يكون أداء القلب أفضل، وإذا علمنا أن الحجامة تزيل الخثرات الدموية العالقة على جدران الأوعية فإن هذا يعني أن الحجامة تقي من الجلطات القلبية وتحسّن نظام عمل القلب وبالتالي تطيل العمر!
وأنصح بالإستماع إلى القرآن، فقد أثبتت الدراسات أن الترددات الصوتية تنشط خلايا القلب، وتساعد على إستقرار عمله. يقول تعالى: (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد: 28[
وصدق النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عندما قال: (إن كان في شيء من أدويتكم خير ففي شرطة محجم) [رواه البخاري ومسلم
والله أعلم والحمد لله رب العالمين