الطب الإسلامي والإرشاد النبوي الصحيالطب التكميلي وعلوم الطب الأصيلالعلاج بالحجامة والفصد والعلق الطبي والكي

أثر الحجامة وتدليك النقاط العصبية ووخز الأبر الصينية على منطقة الجيب السباتي

قبل الحديث عن الشريان السباتي ينبغي الإشارة إلى الدماغ الذي يعد سيد الجسم، ومن خلاله تصدر الأوامر لبقية الأعضاء لأداء وظائفها التي تحافظ على حياة الإنسان، ويعتمد في أداء وظائفه على الدم الذي يحمل إليه غذاءه، ويصل الدم إلى الدماغ عن طريق الشريان السباتي،
فالشريان السباتي هو الوعاء الدموي الرئيسي في رقبة الإنسان، وهو مسؤولٌ عن تزويد الرقبة والدماغ والوجه بالدم، وللشريان السباتي فِرعان (يتفرعان من قوس الأبهر) أحدهما على اليمين والآخر على اليسار، وفي الرقبة يتفرع الشريان السباتي إلى اثنين وهما: الشريان السباتي الظاهري والشريان السباتي الباطن. وهما كالتالي:
1.الشريان السباتي الباطن: وفي هذه الحالة يصعد الشريان الباطن من خلال القناة السباتية في العظم الصدغي حتى يصل إلى تجويف الجمجمة، فيُعطي فرعًا للعيون وما حولها، ثم ينقسم إلى الشرايين الدماغية الأمامية والوسطى. فيمد هذه الأجزاء جميعًا بالدم اللازم لتغذيتها لأداء وظائفها على أكمل وجهٍ.
2.الشريان السباتي الظاهري: يصعد الشريان السباتي الظاهري عبر الجزء العلوي من جانب الرقبة وخلف الفك السفلي إلى الغدة النكفية، وهناك ينقسم إلى عدة فروعٍ منها ما يصل للغدة الدرقية وفرع آخر يصل إلى اللسان والغدة تحت اللسان. ويصل الشريان السباتي الظاهري أيضًا إلى الوجه واللوز والغدة تحت الفك السفلي، وظهر فروة الرأس ومؤخرة الأذن، والفك العلوي وغيرهم من أجزاء الرأس المختلفة.
بعد هذه النظرية التشرحية للشريان السباتي تظهر وظيفة الشريان السباتي الرئيسية فالشرايين السباتية تلعب دورًا حيويًّا في توصيل الدم الغني بالأكسجين من القلب إلى أجزاءٍ مختلفةٍ من الدماغ، حتى يتمكن الجسم من القيام بوظائفه المختلفة التي تأخذ أمرها من الدماغ.

ويعد الجيب السباتي أهم عقدة تغذي للدماغ والجهاز العصبي المركزي بأكمله. وهو عبارة عن تركيز من الخلايا العصبية ، ويحتوي أيضًا على مناطق مستقبلية تنظم عمل القلب. وغالبا ما يستخدم تدليك الجيب السباتي في الطب لتشخيص الأمراض المختلفة في الجهاز العصبي فجدار الجيب السباتي يحتوي على مستقبلات الضغط (بالإنجليزية: Baroreceptors)، وهي عبارة عن مجسات عصبية لقياس ضغط الدم. تلعب هذه المجسات العصبية لضغط الدم دوراً أساسياً في تنظيم الدورة الدموية عن طريق نقل قياسات الضغط إلى الدماغ وبالذات إلى النواة المفردة (باللاتينية: nucleus solitarius) في جذع الدماغ (باللاتينية: truncus cerebri) (مركز تنظيم ضغط الدم في الدماغ)، حيث يتم من هناك التحكم في تَوَتُّر (تضيق) الأوعية الدموية، كما يتم نقل القراءات إلى الجملتين الوُدِّيَّة ونظير الودية ومن هنا يتم التحكمً بالدورة الدموية وبمعدل نبض القلب

والضغط على هذه النقطة يؤدي إلى رد فعل مبالغ فيه على ضغط خارجي على الجيب السباتي مثل الضغط الذي ينشأ عند تدليك الرقبة، أو حتى عند الالتفات إلى الجانب بحيث تضغط عضلات الرقبة على الجيب السباتي. في هذه الحالات فإن الضغط الخارجي يؤدي إلى هبوط في ضغط الدم أو إلى تباطؤ قلبي أو حتى توقف القلب لثوانٍ عدة، باعتبار أن الدماغ يفسر هذا المعلومات الواردة من الجيب السباتي على أنه ارتفاع مفاجئ في ضغط الدم، فيحاول الرد عليه بتخفيض (غير مناسب) لضغط الدم.

على ماسبق يمكن تمييز ثلاث حالات لردات الفعل الناشئة عن ضغط هذه النقطة

التثبيط القلبي: وهذا يعني التأثير سلباً على عدد دقات القلب عبر الجملة نظير الودية وذلك بتثبيطها، وينجم عن ذلك تباطؤ قلبي،

توسع الأوعية: هنا يتمثل الأثر في توسع الأوعية الدموية من خلال التأثير على توازن الجملة الودية ونظير الودية، بحيث يحصل هبوط في الضغط بسبب توسع الأوعية المحيطية، هذه الحالة تشكل ما بين 5-10% من الحالات،

النوع الثالث والذي يشمل خليطاً ما بين النوعين الأول والثاني، ويشكل ال 20-25% من الحالات.

إن أعراض الضغط على هذه المنطقة تشبه أعراض متلازمة الجيب السباتي (بالإنجليزية: Carotid sinus syndrome) يسميها العلماء بفرط حساسية الجيب السباتي Carotid sinus hypersensitivity (CSH) ويعرفونه بأنه استجابة مفرطة لتنبيه مستقبلات الضغط في الجيب السباتي. ينتج عن ذلك دوار أو غشي (إغماء) syncope بسبب نقص تروية الدماغ العابرة.

على الرغم من أن وظيفة مستقبلات الضغط تتراجع مع تقدم العمر، إلا أن بعض الأشخاص يعانون من استجابة انعكاسية مفرطة من مستقبلات الضغط في السباتي. بالنسبة لهؤلاء الأشخاص، يمكن حتى لتنبيه العنق المعتدل أن يتسبب ببطء قلبي ملحوظ وهبوط في الضغط.

يصيب فرط حساسية الجيب السّباتي الرجال المتقدمين في العمر غالبًا، وتعتبَر عاملًا مساهمًا قويًا وسببًا محتملًا قابلًا للعلاج للسقوط غير المفسر ونوبات الإغماء عند المتقدمين في السن. مع ذلك غالبًا ما يتم تجاهل فرط حساسية الجيب السباتي في التشخيص التفريقي للغشي الوشيك presyncope والإغماء.

فرط حساسية الجيب السباتي وهبوط الضغط الانتصابي orthostatic hypotension والإغماء الوعائي المبهمي vasovagal syncope هي حالات شائعة من المحتمل وجودها عند المرضى الذين يتعرضون للغشي والسقوط.

وهذا المرض ينتشر بين كبار السن، حيث يُعاني ما يقرب من 14% من سكان دور المسنين، كما يعتبر المرض مسؤلاً عما يقرب من 30% من حالات الإغماء المبهمة

وليست الحجامة أ, الضغط على هذه المنطقة فقط المؤثر الوحيد الذي يتسبب بحدوث هذه الحالة بل هناك أسباب أخرى تتسبب بها أو تزيد من حدتها وتؤدي إلى فرط حساسية الجيب السباتي وهي الأمور التالية:

  •  تميل للحدوث أكثر عند الذكور.
  •  الأعمار المتقدمة.
  •  ارتفاع التوتر الشرياني Hypertension.
  •  داء الشرايين الإكليلية (التاجية) Coronary artery disease.
  •  هبوط الضغط الانتصابي.
  •  الغشي الوعائي المبهمي.
  •  داء ألزهايمرAlzheimer وداء باركنسون والخرف مع أجسام ليوي.
  •  المعالجة المتزامنة بمقويات القلب الديجيتالية وحاصرات بيتا والميتيل دوبا.

بل حتى تدليك الجيب السباتي عند مريض مصاب بمرض وعائي دماغي أو لديه نفخة في السباتي عند الإصغاء إلى تعجيل ظهور المظاهر العصبية سوف تجعل المريض يعاني  من أعراض شديدة منسوبة إلى فرط حساسي الجيب السباتي ويجب على المعالج والحجام مراعاة هذا الأمر في الحالات التي يعالجها

كذلك تتضمن الحالات الأخرى التي يجب مراعاتها عند المرضى ما يلي:
  •  الغشي الوعائي المبهمي.
  •  هبوط الضغط الانتصابي.
  •  الغشي الظرفي Situational syncope (على سبيل المثال: المرتبط بالسعال أو البلع أو التبول أو التغوط).
  •  الغشي قلبي المنشأ Cardiogenic syncope.

أيضا ينبغي على الحجام والمعالج الحذر من مساس هذه النقطة في حال أصابة المريض بمرض تضيق الشريان السباتي والذي عادةً ما يحدث نتيجة تصلب الشرايين.نتيجة تراكم الكوليسترول والدهون والمواد الأخرى المنتقلة عبر مجرى الدم، مثل الخلايا الالتهابية والنفايات الخلوية والبروتينات والكالسيوم. حيث تلتصق هذه المواد بجدران الأوعية الدموية مع مرور الوقت بتقدم العمر، وتتحد لتكوين ترسبات بجدران الأوعية الدموية.

يؤدي تراكم الترسبات إلى تضييق أو انسداد في الشريان السباتي، الأمر الذي قد يعرض الفرد لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية.خصوصا في حال الضغط على هذه النقطة

أعراض تضيق الشريان السباتي

قد لا تكون هناك أية أعراض لمرض الشريان السباتي. ومع ذلك، هناك علامات تحذيرية للسكتة الدماغية. تُعد النوبة الإقفارية العابرة (TIA) أحد علامات التحذير الأكثر أهميةً للسكتة الدماغية وتحدث عندما تؤدي الجلطة الدموية إلى سد الشريان الذي يمد المخ بالدم لفترة قصيرة. يمكن أن تحدث الأعراض المؤقتة التالية، وقد تستمر لبضع دقائق أو بضع ساعات، وتحدث وحدها أو مجتمعةً:

  •  فقدان مفاجئ للرؤية أو عدم وضوح الرؤية في إحدى أو كلتا العينين
  •  ضعف أو تنميل على جانب واحد من الوجه، أو في ذراع واحدة أو ساق واحدة، أو جانب واحد من الجسم
  •  صعوبة في التحدث أو فهم ما يقوله الآخرون
  •  فقدان التوازن
  •  الدوخة أو الارتباك
  •  صعوبة في البلع

تُعتبر النوبة الإقفارية العابرة من الحالات الطبية الطارئة، إذ إنه من المستحيل التنبؤ بما إذا كانت ستتطور إلى سكتة دماغية أم لا. إذا واجهت أنت أو أي شخص تعرفه هذه الأعراض، فعليك الاتصال بالطوارئ، فالعلاج الفوري يمكن أن ينقذ حياتك أو يزيد من فرصك في الشفاء التام.

تُعد النوبات الإقفارية العابرة مؤشرات قوية لاحتمالية حدوث السكتات الدماغية. فالشخص الذي عانى من النوبة الإقفارية العابرة أكثر عرضةً للإصابة بالسكتة الدماغية عشرة أضعاف من شخص لم يعانِ منها.

 

من خلال هذا الشرح البسيط يظهر جليا خطورة عمل الحجامة بل والتدليك للنقاط العصبية أو وخزها في هذه النقطة إلا في حال وجود أمراض تستدعي ذلك ويتم ذلك على يد خبير مختص عالم بهذه الآثار وكيفية تداركها ولديه دراية بالتشريح وآلية عمل الأعضاء

هذا والله أعلم والحمد لله رب العالمين

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى تعطيل حاجب الإعلانات ثم تحديث الصفحة لعرض محتوياتها